داما بوست- خاص| يبدو أن ثمة رابط وعلاقة بين الرصيف البحري على ساحل غزة ومجزرة النصيرات التي ارتكبتها يد الاحتلال بمساندة أمريكية في القطاع المنكوب.
ولعل نفي الجيش الأمريكي هذه العلاقة هو تأكيد على العلاقة، فثمة أمر مريب يشي بأن الجيش الأمريكي استخدم الرصيف البحري لخدمة عمليات قوات الاحتلال الإسرائيلية يوم أمس لتحرير أسراه في قطاع غزة.
الجيش الأمريكي نفى وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلية استخدمت المنطقة الواقعة جنوب المرفق، وفي هذا الكلام دلالة على علاقة بين الميناء البحري التي لهثت الولايات المتحدة لبناء هيكله على شاطئ القطاع.
الولايات المتحدة الأمريكية زادت على كذبها كذبة أخرى وتشدقت مرة أخرى بإنسانيتها المزعومة وبأن الرصيف المؤقت على ساحل غزة يستخدم فقط للأغراض الإنسانية، معلنة كذلك استئناف إيصال المساعدات الإنسانية للغزيين عبر الرصيف، لكن الحقيقة تؤكد أن الرصيف هو رصيف للموت وأعمال الغدر التي تجسدت أمس بمجزرة غير مسبوقة كانت كالزلزال على ثرى “النصيرات”.
الولايات المتحدة تقتل الأبرياء بيد الكيان الصهيوني وتزعم القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان على منصة إكس إنها توصل المساعدات الإنسانية إلى شواطئ غزة، بينما سكانها يعانون أعتى فصول القتل والخراب في العصر الحديث.
وللتذكير ففي بداية الحرب الإسرائيلية على غزة الجريحة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أنها أرسلت قوة أمريكية خاصة معنية بتحرير الأسرى، لمساعدة الإسرائيليين.
ولا شك أن خلية المساعدة الأمريكية في “إسرائيل” دعمت جهود استعادة الأسرى الذين كانوا لدى المقاومة في غزة، لا سيما وبينهم أمريكيين بعد أكثر من ثمانية أشهر على الحرب.
ويجري استخدام بحر غزة عبر الميناء الأمريكي كقاعدة للتجسس بعدما عجزت الطائرات والتكنولوجيا المتقدمة والأقمار الصناعية عن كشف السر الذي حير العالم والاحتلال في غزة، ومن جهة أخرى كباب لتهجير ما تبقى من أهل غزة.
مجزرة الأمس المروعة وعدد ضحايا القصف الذي استهدف مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، ارتفع إلى أكثر 274 فلسطينياً شهيداً فضلاً عن إصابة 698 آخرين، وهذا رقم كبير جديد يسجل في سجلات الجرائم الأمريكية المشتركة مع الكيان.
فرق الإسعاف نقلت الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى، الذي أصبح في وضع كارثي وخطير، نظراً لعدم قدرته على استيعاب كل هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، فأين واشنطن من كل ما تدعيه من إنسانية كاذبة، وأين الدعم الإنساني الذي تتحدث عنه، وهي تقي مساعدات شحيحة تموه بها واشنطن وجهها الإجرامي البشع، أهالي غزة من الموت الذي تنفذه “إسرائيل” بحقهم عبر بوابات وأرصفة الموت التي تبنيها أمريكا خارج وداخل غزة.
الهجوم البربري على “النصيرات” إبادة جماعية متعمدة وليس مجرد مذبحة، قُتل الناس في الأسواق، وامتزجت الدماء والأشلاء بطعامهم وشرابهم، التي حصدتها طائرات إف 16، والمدفعية وإنسانية أمريكا المسمومة من أرصفتها العائمة بالحقد حول غزة.