تحضر الطبيعة بألوانها ونقائها وتمازجها في لوحات الفنانة التشكيلية وداد سليمان التي نجحت في توظفيها بأعمالها لتغدو قريبة من الأيقونات الفنية لجهة الجمال والاتقان.
وعن أسلوبها وتجربتها في الفن التشكيلي أوضحت وداد في حديثها لـ سانا الثقافية أن شغفها بالرسم ظهر منذ مرحلة الطفولة بتشجيع من والدها ومعلماتها في المرحلة الابتدائية حيث كانت ترسم صور صديقاتها وأقاربها بتفاصيلها الواقعية لتنمو براعم الفن لديها بعد المرحلة الثانوية حين درست في معهد إعداد المدرسين اختصاص رسم بحمص وتخرجت فيه عام 1987 ونالت المرتبة الأولى.
وتبين وداد التي استضافت صالة صبحي شعيب للفنون التشكيلية مؤخراً معرضها الفردي أنها لم تكتف بما تعلمته أكاديمياً في المعهد بل طورت أعمالها من حيث التقنية والألوان واتجهت نحو الرسم ثلاثي الأبعاد والزخرفة العجمية على الخشب والتي ظهرت في أعمال جدارية ما تزال المدارس التي درست فيها تحتفظ بها وتسر كل من يشاهدها.
وتفضل وداد الألوان الطبيعية متأثرة ببلدتها الريفية الجميلة بحمص “ربلة” من جهة وبعشقها الذي لا ينضب لمدينة الياسمين دمشق وحاراتها القديمة وغوطتها وحدائقها حيث أمضت فيها وقتا طويلا وعن ذلك تقول: “تستهويني الطبيعة وألوانها الزاهية وأنفر من الالوان الفاقعة أما دمشق حيث أمضيت أجمل سنيني فلها في أعمالي حضور كبير”.
وإضافة إلى الاسلوبين الواقعي والانطباعي تنحو التشكيلية وداد نحو الأسلوب التجريدي التكعيبي متأثرة بأعمال بيكاسو فتحاكي في أعمالها ألوان لوحاته وما تجسده من نقاء وتساؤلات تحتمل الكثير من الإجابات وفق تعبيرها.
وشاركت الفنانة وداد في عشرات المعارض الفردية والجماعية بمختلف المحافظات حيث ترى أن الحياة التشكيلية بحمص بحاجة إلى اهتمام أكبر فما يزال الفنان التشكيلي يعاني من وطأة الأزمة الاقتصادية جراء الحرب والحصار الذي انعكس على نتاجه ومشاركاته محلياً وخارجياً.