مخاوف “الكرد” من الانسحاب الأمريكي من سوريا و”قسد” بين “فكي كماشة”

داما بوست – ترجمة: لين أبوزينه| كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أنه في ظل الضربات الجوية التركية والمخاوف من الانسحاب الأميركي، تشعر “قسد” في شمال شرق سوريا بقلق متزايد من أن يتم التخلص منها باعتبارها “أضراراً جانبية” للحرب في غزة.

ونقل الموقع البريطاني عن مسؤولين في “قسد” قولهم: “إن الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي الجنرال إريك كوريلا، القائد العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، إلى شمال شرق سوريا، لم تفعل الكثير لتعزيز الثقة لدى “قسد”.

ومن بين مخاوف المسؤولين في شمال شرق سوريا تصاعد الهجمات التي تشنها تركيا منذ 7 أكتوبر، وتستهدف من خلالها “قسد” و”حزب العمال الكردستاني”.

وكثفت أنقرة قصفها للبنية التحتية التابعة لـ “قسد” في شمال شرق سوريا، بما في ذلك محطات الطاقة وشبكة الكهرباء والمرافق الطبية في المنطقة وحقول النفط.

وقال “محمود مسلط”، الرئيس المشارك لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، الذراع السياسي لـ “قسد” لموقع ميدل إيست آي: “لقد طلبنا من الولايات المتحدة وقف هجمات تركيا، لكنهم رفضوا ذلك”.

الضربات التركية تأتي وسط مخاوف من أن يسرع العدوان على غزة ما وصفته “جاندا محمد”، مسؤول كبير آخر في “المجلس” بأنه “انسحاب شبيه بأفغانستان” حيث يوجد 900 جندي أميركي شمال شرق سوريا، والذي وصفته بأنه سيؤدي إلى “نتائج فوضوية” في المنطقة.

وافقت وزارة الخارجية الأميركية في 27 من كانون الثاني على البيع المعلق بقيمة 23 مليار دولار لطائرات (F-16) ومجموعات التحديث لتركيا بعد موافقة أنقرة على عضوية السويد في الناتو. وتخشى “قسد” من استهدافها بالطائرات الجديدة، بحسب “المسلط”.

وأضاف: “أخبرنا الأميركيون إن تركيا لن تستخدم الطائرات ضد قسد”، لكننا نعتقد أن تركيا ستفعل ما تشاء”.

كان دعم الولايات المتحدة لـ “قسد” نقطة خلاف مع حليفتها في حلف الناتو، تركيا.

وتعتبر أنقرة “قسد” امتدادا لحزب العمال الكردستاني، ويُعتبر أيضا منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومع ذلك رفضت واشنطن قطع العلاقات مع “قسد”، بزعم محاربة داعش.

تركيا تتبع استراتيجية جديدة شمال شرق سوريا

قالت دارين خليفة، الخبيرة في الشؤون السورية والمستشارة الأولى في مجموعة الأزمات الدولية، لموقع “ميدل إيست آي”: “إنه منذ بدء معركة طوفان الأقصى والعدوان على غزة، اتبعت تركيا استراتيجية جديدة في حملة القصف. “

وأضافت خليفة: “الأتراك يستغلون الوضع في غزة ويضعفون قدرة “قسد” على استخراج النفط وتكريره، في ضربة قوية لمواردهم المالية”.

وتضم منطقة شمال شرقي سوريا 95% من احتياطيات النفط والغاز السورية. وفي مؤتمر صحفي الشهر الماضي، قال المسؤول العام لـ “قسد”، “مظلوم عبدي”، إن الضربات التركية على المواقع التجارية والبنية التحتية كلفت “قسد” التي تعاني من ضائقة مالية 50% من ميزانيتها.

وأشار الموقع البريطاني إلى أن “عبدي” مختبئ مع الجنود الأمريكيين في قاعدة الشدادي العسكرية بريف الحسكة الجنوبي خوفاً من اغتياله من قبل الطائرات التركية بدون طيار.

آرون لوند باحثٌ غير مقيم في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي قال لموقع “ميدل إيست آي”: ” إن (قسد) في الأساس عرضة للضربات التركية، وأضاف أن تركيز تركيا على ضرب البنية التحتية للطاقة منذ أكتوبر/تشرين الأول جعل الحياة بائسة بالنسبة للمدنيين المحليين… ويزيد من التوتر بين الولايات المتحدة وقسد”.

العراق هو المركز اللوجستي للقوات الأميركية في سوريا

نظراً لأن العراق هو المركز اللوجستي للقوات الأميركية في سوريا، فإن الانسحاب من هناك قد يجعل الوجود الأميركي في سوريا غير مقبول، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون كبار سابقون لـ “ميدل إيست آي”.

وأشار مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إلى إن إحدى خطط الطوارئ التي طرحها مسؤولو وزارة الدفاع تقضي بإبقاء قوات أميركية في المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في العراق، مما يحافظ على وصول الولايات المتحدة إلى مطار أربيل.

وأضاف المسؤول لموقع ميدل إيست آي، شريطة عدم الكشف عن هويته: “في الأساس، سننسحب ونسلح الأكراد العراقيين ونستمر في دعم رجالنا في شمال شرقي سوريا”.

وطالب إقليم كردستان العراق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتزويدهم بأنظمة دفاع جوي، لكن واشنطن كانت مترددة في القيام بذلك، حيث كان الطلب على الأنظمة المتقدمة من أوكرانيا عاملاً مساهماً.

وفي حين أن هذه الخطة يتردد صداها في بعض الأوساط في واشنطن، إلا أنها قد لا تكون عملية. فقد خفضت الولايات المتحدة رواتب قوات “البشمركة” في إقليم كردستان العراق، وتعاني أربيل من ضائقة مالية متزايدة بسبب الخلاف مع بغداد على عائدات النفط.

واشنطن أمام خيارين في سوريا

يقول روبرت فورد آخر سفير أميركي في دمشق: “إن الولايات المتحدة أمام خيارين في سوريا إما أن يبقوا إلى أجل غير مسمى أو يفكروا في عملية انتقالية حيث تذهب (قسد) إلى الدولة السورية”.

وأضاف: “إن الانسحاب من المرجح أن يعزز دور روسيا كوسيط للسلطة في سوريا.”

“قسد” وخيار الاتفاق مع دمشق 

قال فابريس بالانش المتخصص في الشؤون السورية في جامعة ليون الثانية: “إن زعماء العشائر العربية و(قسد) لن يكون أمامهم خيار سوى إبرام اتفاق مع دمشق إذا انسحبت الولايات المتحدة. “

وأوضح بالانش، أنه من الصعب لـ “قسد” أن تبقى على قيد الحياة لمدة عام آخر، وأن شمال شرق سوريا يمثل أضرار جانبية لغزة وليس لدى الكثير من الأمل بشأن مستقبلها.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...