حذر المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني من أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة “مهددة بالموت” بعد أن أوقف عدة مانحين تمويلهم بسبب مزاعم إسرائيلية بأن بعض الموظفين شاركوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وصرح لازاريني لشبكة آر.تي.إس السويسرية في مقابلة بثت اليوم السبت “الوكالة مهددة بالموت، إنها معرضة لخطر التفكيك”.
وأضاف “الذي على المحك هو مصير الفلسطينيين اليوم في غزة على المدى القصير والذين يمرون بأزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل على الإطلاق”.
وفي وقت سابق حذر لازاريني، في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به “إسرائيل” سيؤدي إلى التضحية “بجيل كامل من الأطفال”.
وقال فيليب لازاريني إن “تفكيك الأونروا خطوة متهورة، عبر القيام بها، سنضحي بجيل كامل من الأطفال وسنزرع بذور الكراهية والاستياء واندلاع نزاعات مقبلة”، معتبراً أن “من السذاجة” الاعتقاد أن زوال الوكالة يمكن أن يتم من دون تهديد السلام والأمن العالميين.
الأونروا مهددة بالموت وإغراق المانحين بمعلومات مضلّلة
ومع اقتراب دخول الحرب على غزة شهرها السادس، وتزايد حدّة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ندّد لازاريني بـ”حملة متعمّدة ومتضافرة لتقويض” عمليات الأونروا، بهدف نهائي هو وضع حد لها”.
وقال لازاريني “يشمل جزء من هذه الحملة إغراق المانحين بمعلومات مضلّلة تهدف إلى تأجيج انعدام الثقة وتشويه سمعة الوكالة”.
وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت “إسرائيل” 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 تشرين الأول الذي نفذته المقاومة الفلسطينية.
وبعد إنهاء كلمته، عقد لازاريني مؤتمراً صحافياً، قال فيه: “منذ البداية شددت على ضرورة التوصل إلى حل سياسي من شأنه أن يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين”، حسب قوله.
وشدد لازاريني على سوء الوضع الراهن في غزة، مشيراً إلى أنّ العالم أمام كارثة إنسانية حقيقية قُتل فيها أكثر من 30 ألف فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء، وقال “إذا نظرت إلى إجمالي عدد السكان، فإن 5٪ من السكان قتلوا، ومرة أخرى، هذا في مدة لا تتجاوز الخمسة أشهر.
وتحدث لازاريني أيضاً عن التحديات التي تواجه غزة، قائلاً: “نشهد أمام أعيننا مجاعة تلوح في الأفق، خاصة في الشمال”.
وتابع: “لا بد من وقف إطلاق النار، كي يلتقط سكان غزة أنفاسهم ويتم إطلاق سراح الرهائن”.
شهداء بانتظار المساعدات
في هذه الأثناء استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، السبت، في استهداف الاحتلال الإسرائيلي مجددا مئات الأشخاص أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات شرق مدينة غزة وغربها.
وأفادت مصادر طبية بأن عددا من الشهداء والجرحى وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بعد استهدافهم من طائرات مسيرة إسرائيلية أثناء انتظارهم وصول شاحنات المساعدات في منطقتي دوار الكويت ودوار النابلسي جنوب وجنوب غرب مدينة غزة.
وأضافت المصادر أن جراح العديد من المصابين خطيرة للغاية ولا تتوفر إمكانيات لتقديم العلاج اللازم لهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها جيش الاحتلال الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات في مدينة غزة.
وأعنف حوادث الاستهداف كان في 29 شباط الماضي، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم جنوب مدينة غزة في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في شارع الرشيد، ما خلَّف 118 شهيدا و760 جريحاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر