لجنة أممية: المرحلة الانتقالية في سوريا ما تزال هشّة وسط تصاعد العنف
حذّرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة من أن المرحلة الانتقالية في سوريا ما تزال هشّة، رغم مرور عام على سقوط بنظام بشار الأسد، واستمرار الجهود لمعالجة الانتهاكات التي تراكمت خلال العقود الماضية.
وفي بيانها الصادر يوم أمس الأحد بمناسبة الذكرى الأولى للتغيير السياسي في 8 كانون الأول/ديسمبر، هنّأت اللجنة الشعب السوري على الخطوات المتخذة نحو العدالة والمحاسبة، لكنها عبّرت في الوقت نفسه عن قلقها من الأحداث العنيفة في المناطق الساحلية وفي السويداء ومحافظات أخرى، والتي تسببت في تجدد النزوح وتعميق الاستقطاب الاجتماعي، ما يثير المخاوف بشأن مسار البلاد في الفترة المقبلة.
وأشارت اللجنة إلى أن كثيرين يستعدون للاحتفال بهذه الذكرى، فيما يخشى آخرون على أمنهم، مؤكدة أن آلاف العائلات قد تُضطر للنوم مجددًا في الخيام هذا الشتاء.
ودعت إلى إنهاء دوامة الانتقام والثأر، والتوجّه نحو مستقبل يضمن احترام حقوق الإنسان لجميع السوريين.
وشددت اللجنة على أن تجاوز إرث 14 عامًا من الحرب والدمار يتطلب “قوة ودعمًا وصبرًا كبيرًا”، مؤكدة أن الشعب السوري قادر على مواجهة هذه التحديات.
وكانت الأمم المتحدة قد مدّدت ولاية اللجنة المؤلفة من ثلاثة خبراء لمدة عام إضافي في نيسان/أبريل الماضي.
تصاعد العنف الانتقامي والطائفي
يأتي تحذير اللجنة الأممية في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة حسّاسة تتسم بتصاعد أنماط جديدة من العنف الطائفي والانتقامي، في ظل انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة وضعف آليات العدالة والمساءلة.
وتشير منظمات حقوقية وإنسانية إلى ارتفاع الجرائم التي تستهدف المدنيين على خلفيات دينية أو سياسية أو اجتماعية، وسط إفلات واسع من العقاب.
عام من العنف… أرقام صادمة
منذ سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر 2024 وحتى 5 كانون الأول/ديسمبر 2025، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان آلاف الانتهاكات، شملت القتل خارج نطاق القانون، الإعدامات الميدانية، الخطف، التعذيب، والاستهداف العشوائي للمدنيين، إضافة إلى التفجيرات والهجمات المسلحة.
ووفق المرصد، قُتل 11439 شخصًا خلال هذه الفترة، بينهم:
8835 مدنيًا
512 طفلًا
676 سيدة
3071 حالة إعدام ميدانيوتعكس هذه الحصيلة استمرار دوامة العنف والإفلات من العقاب، وتبرز الحاجة إلى آليات فعّالة للمساءلة وبناء مؤسسات قادرة على فرض سيادة القانون وحماية المدنيين في مختلف أنحاء البلاد.
اقرأ أيضاً:مفوضية الأمم المتحدة تحذر من استمرار الانتهاكات في سوريا
اقرأ أيضاً:تقرير: 14 عامًا من الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا