إعادة توطين مواطني “داعش” المحتجزين في سوريا: تحديات وأزمة إنسانية
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إغلاق المخيمات في شمال شرقي سوريا التي تحتجز عائلات مقاتلي تنظيم داعش، من خلال إعادة قاطني هذه المخيمات إلى بلدانهم الأصلية ودمجهم في مجتمعاتهم. وقد حثت الحكومة الأمريكية الدول بشكل متكرر على إعادة مواطنيها، محذرة من أن ترك النساء والأطفال في المخيمات السورية يعرضهم للتطرف ويزيد من خطر عودة داعش.
أستراليا ترفض إعادة مواطنيها من مخيمات سوريا:
بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، ترفض أستراليا إعادة مواطنيها الذين يقيمون في المخيمات السورية، رغم تحذيرات الولايات المتحدة من أن تركهم في المخيمات “يُفاقم الخطر على الجميع”.
وتشير الصحيفة إلى أن أستراليا تعرضت لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة لاستعادة مواطنيها، إذ يوجد أقل من 40 أستراليًا محتجزين في المخيمات، معظمهم من الأطفال الصغار. هؤلاء الأفراد هم زوجات وأرامل مقاتلي داعش القتلى أو المسجونين.
الظروف الإنسانية في مخيمات سوريا:
تعاني المخيمات في شمال شرق سوريا من أوضاع إنسانية متدهورة، حيث أصبحت أكثر عسكرة، وتزداد تدخلات الأمن في حياة قاطنيها. وفي اجتماع مع منظمة “أنقذوا الأطفال”، تمت الإشارة إلى أن الأطفال يُستخدمون ضد أمهاتهم في المخيمات، بحيث إذا اقتربوا من الحدود سيتم إطلاق النار عليهم. كما أُشِير إلى تراجع الأنشطة المسموح بها في المخيمات، مما يزيد من معاناة النساء والأطفال بشكل خاص.
الجهود الأسترالية لإعادة توطين المواطنين:
في عام 2019، تمكنت أستراليا من إعادة ثمانية أطفال أيتام من المخيمات، وفي 2022، نجحت في إعادة أربع نساء و13 طفلاً. ومع ذلك، ما زالت أستراليا ترفض إعادة المجموعة الأخيرة التي ما زالت عالقة في مخيم “روج” قرب الحدود التركية، حيث يُحتجز 12 امرأة أسترالية وما بين 22 و25 طفلًا، بعضهم وُلد داخل المخيمات.
تحذيرات من انتشار التطرف في المخيمات:
أبدت الولايات المتحدة مخاوف جدية بشأن المخيمات في سوريا، مشيرة إلى أن ترك الأفراد المحتجزين دون إعادة توطينهم قد يؤدي إلى زيادة التطرف. وفي مؤتمر الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، قال الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية: “مع مرور الوقت، تتحول هذه المخيمات إلى حاضنات للتطرف”، مؤكدًا أن المشكلة ستزداد تفاقمًا إذا لم تتم إعادة توطين المحتجزين.
الخطر المستمر على الأمن الدولي:
شدد كوبر على أن “التقاعس عن إعادة هؤلاء الأفراد ليس خيارًا”، مُشيرًا إلى أن كل يوم يمر دون تنفيذ خطة إعادة توطين يزيد من الخطر الدولي ويعزز قدرة داعش على التجدد. واعتبر أن إعادة الفئات المستضعفة قبل تطرفها هي خطوة أساسية لضمان استقرار المنطقة ومنع تكرار الفوضى التي قد تؤدي إلى ظهور تنظيمات متطرفة جديدة.
إقرأ أيضاً: داعش يعلن ثلاث عمليات في دير الزور… وتواصل الحملات الأمنية ضد خلاياه في سوريا
إقرأ أيضاً: غارة أمريكية خاطئة تستهدف عميلاً سورياً سرياً في مكافحة داعش