المنتج الأجنبي يهيمن على أسواق حلب: تحديات كبيرة للإنتاج المحلي

في شوارع حلب القديمة وأسواقها الممتدة من السبع بحرات إلى حي صلاح الدين، تتقاطع البضائع المحلية مع المستوردة على رفوف المحال التجارية، إلا أن الكفة تميل غالبًا لصالح المنتجات الأجنبية، التي تجذب الزبائن بأسعار منافسة وجودة يراها المستهلكون أعلى، ما يشكّل ضغطًا كبيرًا على الصناعة الوطنية التي تكافح للبقاء في ظل الأزمات الاقتصادية المستمرة.

في سوق الجميلية، أشار مازن وقّاص، صاحب محل لبيع المنظفات، إلى تحول واضح في أذواق المستهلكين خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن الإقبال على البضائع الأجنبية، خصوصًا التركية والأوروبية، بات يفوق بكثير المنتجات المحلية. وأضاف لـ”العربي الجديد” أن الزبائن اليوم يضعون الجودة والسعر في مقدمة أولوياتهم، فيما يجد المنتج المحلي صعوبة في المنافسة، سواء من حيث المظهر الخارجي أو فاعلية الاستخدام. ويشير وقّاص إلى أن الكثير من المستهلكين يربطون تلقائيًا بين المنتج الأجنبي والجودة العالية، ما ينعكس سلبًا على ثقة السوق بالمنتجات الوطنية حتى عندما تكون بمستوى جيد.

في الجانب الاستهلاكي، قالت روعة الكيالي، ربة منزل من حي الجميلية، إنها جرّبت منتجات محلية في السابق لكنها لم تكن راضية عن فاعليتها مقارنة بالمنتجات الأجنبية، مضيفة أن فرق السعر بين النوعين لم يكن كبيرًا بما يكفي لتشجيعها على العودة للمنتجات المحلية. أما خالد الخطيب، موظف متقاعد من حي السليمانية، فأوضح أنه يفضل شراء الزيوت النباتية المستوردة رغم ارتفاع أسعارها النسبي، نظرًا لاستقرار جودتها وطعمها مقارنة بالإنتاج المحلي.

من الناحية الاقتصادية، أوضح الخبير فادي الأسود أن معظم المصانع الصغيرة والمتوسطة في حلب تعمل اليوم بأقل من نصف طاقتها الإنتاجية، نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل والرسوم الإضافية التي تزيد من كلفة المنتج النهائي، ما يجعل المنافسة مع البضائع الأجنبية شبه مستحيلة. وأضاف أن ضعف الرقابة الجمركية وغياب سياسات واضحة لحماية الإنتاج الوطني ساهم في تدفّق السلع الأجنبية إلى الأسواق دون ضوابط كافية.

وحذر الأسود من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى إغلاق المزيد من الورش والمعامل المحلية، ما يعني فقدان فرص عمل جديدة وزيادة الاعتماد على المنتجات المستوردة بشكل دائم، وهو ما قد يعمّق التحديات الاقتصادية للمدينة والصناعة الوطنية على حد سواء.

اقرأ أيضاً:أزمة النفايات تتعمق في حلب.. وسط واقع معيشي متدهور

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.