لجنة التحقيق الدولية: شهادات صادمة من السويداء والتحقيقات مستمرة

اختتمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا زيارتها الأولى إلى محافظة السويداء جنوب سوريا، حيث التقت بعدد من الناجين والشهود من المجتمعات المتضررة، واطّلعت على إفادات تتعلّق بـ”انتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي”، وفقًا لبيان صدر عنها.

وأكدت اللجنة أنها تمكنت من دخول مدينة السويداء وبعض المناطق المجاورة، في خطوة غير مسبوقة، معربة عن “امتنانها الشديد لتيسير المهمة وإتاحة الوصول للمناطق المتأثرة”، مؤكدة في الوقت ذاته أنها “لم تصدر أي نتائج بعد”، وأن التحقيقات لا تزال جارية.

وشددت اللجنة على أنها لاحظت انتشار “معلومات خاطئة ومضللة” على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن زيارتها، نافية إصدار أي “دعوات عامة للشهادات أو نشر أرقام هواتف”، داعية إلى متابعة موقعها الرسمي للحصول على المعلومات الدقيقة حول آلية تقديم الشهادات.

مئات القتلى و200 ألف نازح في مواجهات السويداء:

وفي تقريره الشفوي الذي قدّمه خلال الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت، كشف رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينهيرو أن المواجهات الدامية التي اندلعت في يوليو/تموز الماضي بين مكونات محلية من الدروز والبدو في السويداء تسببت في نزوح أكثر من 200 ألف شخص وسقوط مئات القتلى والجرحى، محذرًا من أن الوضع الإنساني في المحافظة لا يزال هشًا وخطيرًا.

وأشار بينهيرو إلى أن الحكومة السورية أعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق وطنية واعتقال عدد من العناصر المتورطة في الانتهاكات، مشيدًا بـ”تأكيد وزير العدل السوري مظهر عبد الرحمن الويس” على التزام الحكومة بتطبيق معايير العدالة، خاصة في قضايا الاعتقال، وتوفير حق التواصل للموقوفين مع ذويهم ومحاميهم.

مستقبل سوريا بين التحديات والانقسامات:

وأضاف بينهيرو أن سوريا تمر بمرحلة مفصلية بعد عقود من “الديكتاتورية الوحشية”، معتبرًا أن زيارة اللجنة الأخيرة كشفت أن “الأمل في العدالة والسلام لا يزال حيًا لدى السوريين”، لكنه شدد على أن هذا الأمل لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل بيئة سياسية وأمنية مستقرة، تضمن دمج جميع المناطق والمجتمعات ضمن دولة موحدة تحترم الحقوق الأساسية.

وفي ختام البيان، أكدت اللجنة أنها ستواصل تحقيقاتها الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، بما يشمل السويداء والمناطق الأخرى المتأثرة بالنزاع، مع التطلع لإجراء زيارات ميدانية إضافية شرط توفر الظروف الأمنية واللوجستية المناسبة.

إقرأ أيضاً: السويداء منا وفينا.. حملة تتعثر أمام أسئلة الشارع السوري

إقرأ أيضاً: قيود مشددة على السفر من السويداء إلى دمشق تتطلب موافقة أمنية