معلمو ريف حلب الشمالي ينظمون احتجاجاً للمطالبة بالحقوق الوظيفية والإنصاف
نظم مئات المعلمين في ريف حلب الشمالي، يوم أمس الأحد، وقفة احتجاجية أمام مديرية التربية في المدينة تحت شعار “طوفان الكرامة التعليمية”. الاحتجاج جاء للمطالبة بتحقيق حقوقهم الوظيفية وإنهاء معاناتهم المستمرة، التي استمرت لسنوات، وسط غياب الحلول.
وشارك في الوقفة معلمون من مختلف مناطق ريف حلب الشمالي مثل قباسين، بزاغة، الغندورة، جرابلس، الباب، الراعي، اخترين، مارع، صوران، إعزاز، عفرين، وتل رفعت، حيث رفعوا لافتات تعبر عن استيائهم من الأوضاع الحالية، مثل: “من صبر على القصف والتهجير لن يهزم بالتهميش”، “الراتب حق لمعلمي الشمال”، “نطالب بالإنصاف لا بالشفقة”، “نحن مجتمعات ولسنا مجموعات”.
أكثر من 18 ألف معلم دون حلول واضحة:
وفي تصريحات لـ “العربي الجديد”، قال عمر ليلى، نقيب معلمي حلب والمشرف العام على الاحتجاجات، إن “أكثر من 18 ألف معلم في ريف حلب الشمالي لا يزالون يجهلون مصيرهم الوظيفي مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد”. وأوضح أن معظم هؤلاء المعلمين لم يتم تثبيتهم بعد أو تحديد أماكن عملهم، مشيراً إلى أن البعض يعاني من حرمان من الرواتب أو حقوقه الأساسية. كما لفت إلى أنه لم يتم فتح باب النقل حتى الآن، ما يزيد من معاناتهم، وخاصة مع غياب الدمج مع مديرية تربية حلب، ما يهدد استمرارية العملية التعليمية.
من جهته، أكد المعلم أحمد خليل من مدينة الباب، أن المعلمين في ريف حلب “لم يتخلوا عن مدارسهم رغم الظروف الصعبة، ولكنهم اليوم مهددون بفقدان مصدر رزقهم الوحيد”، مطالباً بالتثبيت وحق النقل وضمان الرواتب أسوة بزملائهم في مناطق أخرى.
التحديات الكبرى التي يواجهها قطاع التعليم في ريف حلب:
المعلمة أمينة العبد من مدينة مارع، أشارت إلى أن “الكادر التعليمي في الشمال السوري كان أساسياً لاستمرار العملية التربوية خلال سنوات الحرب والنزوح”، مشددة على أن المعلمين في الشمال السوري يشعرون الآن بالتهميش والإقصاء رغم ما بذلوه من جهود للحفاظ على العملية التعليمية.
وفي تصريحات مماثلة، أشار المدرس يوسف العلي من مدينة إعزاز إلى أن “التأخير في تثبيت المعلمين وتحديد أماكن عملهم ينعكس بشكل سلبي على جودة التعليم”. وأضاف أن غموض مصير المعلمين يخلق حالة من الإحباط ويؤثر على تحضير المناهج، مما يهدد بتدهور العملية التعليمية في بداية العام الدراسي.
وبالنظر إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التعليم في الشمال السوري، وخاصة في مناطق ريف حلب، يبقى المعلمون يعانون من غياب التثبيت الوظيفي وضمان الرواتب. ورغم الجهود التي بذلها المعلمون للحفاظ على استمرارية التعليم، يبقى غياب الحلول الإدارية الشفافة والقرارات العاجلة من وزارة التربية تهديداً للاستقرار المهني للمعلمين ولجودة التعليم في المنطقة.
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، يبقى مطلب المعلمين بضرورة الإصلاحات العاجلة وتحقيق حقوقهم الوظيفية أولوية لضمان استقرار العملية التعليمية وتوفير تعليم مستقر للطلاب في مناطق ريف حلب.
إقرأ أيضاً: هل يغيّر ترخيص المؤسسات التعليمية الخاصة من واقع التعليم في سوريا؟
إقرأ أيضاً: معلمو شمالي حلب.. بين الوعود المؤجلة والتهميش