دورك كأم أهم من أن تكوني صديقة: معادلة الأمان والثقة
في ظل سعي الكثير من الأمهات والآباء لبناء علاقة قوية وقريبة مع أبنائهم، يبرز تساؤل مهم: هل من الصحي أن تكوني “أفضل صديقة” لطفلك؟ قد تبدو هذه الفكرة جذابة، لكنها في الواقع تحمل تحديات قد تربك الأدوار وتؤثر على شعور الطفل بالأمان.دورك كأم أهم من أن تكوني صديقة
صداقة بحدود.. أمومة بوعي
الطفل في رحلة نموه يحتاج إلى مرجع واضح، شخص يثق به ليوفر له الحماية ويضع له القواعد. عندما تختلط الأدوار بين الأمومة والصداقة، قد يجد الطفل نفسه في حالة من الضبابية: من يضع الحدود؟ ومن يتحمل المسؤولية؟
المشكلة ليست في الصداقة ذاتها، بل في غياب الحدود:
العبء العاطفي:
مشاركة الطفل تفاصيل حساسة مثل المشكلات المالية أو النفسية يمكن أن تضع عليه عبئاً عاطفياً لا يستطيع تحمله. هو ليس مستشارك، بل هو من يحتاج إلى دعمك.
ضبابية الأدوار:
إذا شعر الطفل أن العلاقة متساوية، قد لا يعرف من هو المسؤول عن توجيهه أو من يلجأ إليه عند الحاجة لاتخاذ قرار صعب.
في بعض الأحيان، قد تكون رغبة الأم في أن تكون “أفضل صديقة” لابنها تعويضاً عن احتياجاتها الخاصة، مثل الخوف من الرفض أو الرغبة في تعويض قسوة في طفولتها. من المهم أن نميز بين رغبتنا كأهل واحتياجات أطفالنا.
توازن العلاقة: مفتاح النجاح
يمكن تحقيق توازن رائع بين الأمومة والصداقة من خلال دمج العاطفة مع المسؤولية:
ارتباط مع وضوح الحدود:
استمتعي باللعب والضحك مع طفلك، وفي الوقت نفسه، كوني واضحة بشأن القواعد التي لا يمكن تجاوزها.
تعاطف مع مساءلة:
استمعي لمشاعره وتفهمي وجهة نظره، ولكن حمّليه مسؤولية أفعاله وعلميه عواقب قراراته.
حب غير مشروط وعواقب محتملة:
أوصلي له رسالة أن حبك دائم ولا يتغير، بينما قراراته تحمل نتائج.
في النهاية، دورك كأم هو الأهم. وفري لطفلك الأمان والاستقرار والقدوة التي يحتاجها اليوم، لتكوني غدًا الصديقة التي يختارها بنفسه عندما يكبر.
إقرأ أيضاً: النمو العاطفي والاجتماعي عند الأطفال: دليل لفهم عالمهم الداخلي