الكوابيس المتكررة: ناقوس خطر لصحة الدماغ
تعتبر الكوابيس المزعجة جزءاً طبيعياً من تجربة النوم من وقت لآخر، ولكن هل تساءلت يوماً عما يمكن أن تعنيه تلك الأحلام المرعبة والمتكررة؟ قد تكون أكثر من مجرد إزعاج بسيط. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الكوابيس المتكررة قد تكون إشارة مبكرة على مشاكل صحية كامنة، خاصةً فيما يتعلق بصحة الدماغ والعمر.
الكوابيس المتكررة: ناقوس خطر على صحة الدماغ
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Lancet eClinicalMedicine أن الكوابيس الأسبوعية قد لا تكون مجرد أحلام سيئة. يبدو أنها مرتبطة بزيادة خطر التدهور المعرفي، وخصوصًا لدى الرجال.
وفقًا للنتائج، فإن البالغين الذين يعانون من كوابيس متكررة بشكل أسبوعي كانوا أكثر عرضة بأربع مرات للإصابة بالتدهور المعرفي. أما بالنسبة لكبار السن، فإن الكوابيس الأسبوعية ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالخرف بمقدار الضعف مقارنةً بأقرانهم الذين لا يعانون من الكوابيس.
هل التوتر هو السبب؟
تؤثر الكوابيس بشكل مباشر على استجابة الجسم للتوتر. عندما نشاهد كابوساً، فإن الجسم يمر بحالة من “القتال أو الهروب”، مما يؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول. هذا الارتفاع المتكرر في الكورتيزول يمكن أن يؤدي إلى اضطراب النوم، ضعف المناعة، وزيادة الالتهابات في الجسم، وكلها عوامل قد تساهم في مشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب والتمثيل الغذائي.
كيف يمكنك السيطرة على الكوابيس؟
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق لتقليل تكرار الكوابيس وتحسين جودة نومك وصحتك العامة:
إدارة التوتر:
مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، التنفس العميق، أو اليوجا. هذه الأنشطة تساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل مستويات التوتر.
تحسين بيئة النوم:
اجعل غرفة نومك مظلمة، هادئة، ومريحة. تجنب الكافيين والكحول قبل النوم، والتزم بجدول نوم منتظم.
العلاج السلوكي المعرفي:
يُعد هذا النوع من العلاج فعّالاً بشكل خاص في معالجة الأرق والكوابيس المرتبطة بالتوتر أو الصدمات النفسية.
تدريب الصور الذهنية: هذه التقنية العلاجية تتضمن إعادة صياغة محتوى الحلم المرعب بشكل إيجابي أثناء اليقظة، مما يساعد على تقليل تأثيره السلبي عند النوم.
إذا كنت تعاني من كوابيس متكررة تؤثر على جودة حياتك، فمن الأفضل استشارة طبيب متخصص. يمكن للطبيب مساعدتك في تحديد السبب الأساسي ووصف العلاج المناسب، مما يضمن لك نوماً أفضل وصحة أفضل على المدى الطويل.
إقرأ أيضاً: الموسيقى والألغاز.. مفتاحك السحري لـ«عقل لا يشيخ»
إقرأ أيضاً : ذكريات الماضي: أشباح تتسلط على الحاضر… كيف نواجهها؟