ارتفاع أسعار الفروج في تل أبيض ورأس العين يعمق معاناة السكان
شهدت أسواق تل أبيض ورأس العين، شمالي سوريا، في صيف 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الفروج، وهو أمر غير معتاد في هذه الفترة من السنة، حيث اعتاد السكان انخفاض الأسعار بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة كميات الفروج القادمة من تركيا لتجنب نفوقها هناك. ومع ذلك، فقد سجل سعر الكيلوغرام من الفروج ارتفاعًا من 25 ألف ليرة إلى 35 ألف ليرة سورية (حوالي 3.2 دولار أمريكي)، ما زاد من أعباء الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
غش تجاري واحتكار السوق: عوامل تساهم في غلاء الفروج
تعود زيادة أسعار الفروج إلى عدة عوامل أبرزها احتكار السوق من قبل التجار الذين يستوردون الفروج من تركيا ويحددون الأسعار بشكل تعاوني، مما يؤدي إلى غياب المنافسة الحقيقية في السوق. يشرح سمير الحموي، صاحب محل لبيع الفروج في تل أبيض، أن هؤلاء التجار يفرضون أسعارًا مرتفعة على الأهالي، مما يجعل الفروج سلعة غير متاحة للكثير من العائلات.
وتُعتبر الأعلاف المرتفعة الأسعار وغياب المداجن المحلية من العوامل الأخرى التي تسهم في زيادة أسعار الفروج، بالإضافة إلى الاعتماد الكامل على الفروج المستورد من تركيا.
ارتفاع الأسعار وتأثيره على العادات الغذائية
مع ارتفاع أسعار الفروج، بدأت العديد من العائلات بتغيير عاداتها الغذائية. لم يعد الفروج الخيار المفضل، حيث بدأت العائلات في استبداله بالخضراوات والحبوب التي تشكل خيارًا أقل تكلفة. ملاك سلمو، أم لأربعة أطفال من قرية لوذي شرقي رأس العين، قالت لجريدة “عنب بلدي” إنها اضطرت للجوء إلى شراء لحوم الخروف بدلاً من الفروج، لتقليل الأعباء المالية على أسرتها.
الحصار وقلّة المداجن المحلية: تحديات إضافية
يؤكد إبراهيم خزيم، مدير الرقابة التموينية في رأس العين، أن الحصار المفروض من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على المنطقة لعب دورًا كبيرًا في ارتفاع الأسعار، حيث أصبح من الصعب استيراد الفروج من المناطق السورية الأخرى. إضافة إلى ذلك، فإن نقص المداجن المحلية زاد من الاعتماد على الفروج المستورد من تركيا، مما أدى إلى عدم استقرار في الأسعار.
أزمة الفروج: تهديد للأمن الغذائي في شمال سوريا
يتزايد القلق في منطقة نبع السلام التي تضم تل أبيض ورأس العين، حيث لا تعدّ أسعار الفروج في متناول غالبية الأهالي، خاصة مع تراجع الأجور اليومية التي تتراوح بين 50 و60 ألف ليرة سورية. هذا الوضع يزيد من معاناة السكان، ويُهدد الأمن الغذائي في المنطقة، ما يجعل تأمين الغذاء الأساسي مهمة شاقة بالنسبة للعديد من الأسر.
خطوات لحل الأزمة: تدخل الجهات المعنية
رغم الجولات الدورية التي تنظمها مديرية التموين لمراقبة الأسعار وضبط السوق، لا تزال الأسواق تعاني من التلاعب. ويأمل السكان في تدخل أكبر من قبل المجلس المحلي لتوفير تجار جدد وخلق منافسة حقيقية في السوق، من شأنها أن تساعد في خفض الأسعار وضمان توفر الفروج بأسعار معقولة.
اقرأ أيضاً:الرواتب تتبخر أمام الدولار.. موجة غلاء تضرب السوريين في آب