الذكاء الاصطناعي بين الجريمة والفائدة

داما بوست _ كاترين الطاس | انتشر مصطلح الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم وأصبح من المقومات الأساسية التي بدأت تتسابق الدول المتقدمة إلى استخدامه وتسخيره في بناء اقتصاد متين يعتمد على التقنيات الحديثة، بالإضافة للاستفادة منه في الطب والتسويق وكافة المجالات.
ولكنه يعتبر سلاح ذو حدين، فهو أيضاً أصبح أداة بيد المجرمين يستخدمونها في ابتزاز الأشخاص عبر وسائل عديدة وأهمها الصور.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو من أهم الفروع في علم الحواسيب، يستطيع إنشاء آلات يمكنها أداء المهام التي تتطلب ذكاءً بشرياً، كالتعرف على الكلام والصور واتخاذ القرار والإبداع ومعالجة اللغة الطبيعية.

متى بدأ الذكاء الاصطناعي؟

بدأ الذكاء الاصطناعي مع بداية أربعينيات القرن الماضي، حين اقترح بعض العلماء نموذجاً للخلايا العصبية الاصطناعية، وفي بداية الخمسينات برز بشكل أكبر عندما أثار العالم البريطاني “Alan Turing” تساؤلاً عن إمكانية الآلة على التفكير، ومن ذلك الوقت شهد موجات من الازدهار والركود إلى أن وصل للانتشار المخيف الذي نشهده اليوم.

ما الهدف من الذكاء الاصطناعي؟

يهدف الذكاء الاصطناعي إلى ابتكار آلات يمكنها أداء المهام البشرية بكفاءة ودقة أكبر، بالإضافة إلى حل المشكلات الجديدة التي من الممكن أن يعجز عن حلها الإنسان، بالإضافة لتطوير الاقتصاد وعلوم الطب وغيرها.
ومؤخراً، ابتكر العلماء، ذكاءً اصطناعياً (HWT) يمكنه محاكاة خط اليد البشرية، ولا يمكن تمييزها تقريباً عن النص البشري الحقيقي.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على الابتزاز الالكتروني؟

عن طريق التلاعب بالصور ومقاطع الفيديو وتزييفها، كأن تُظهر شخصاً يفعل شيئاً لم يفعله، مما يؤدي إلى تنفيذ مؤامرات ابتزاز، فيمكن تركيب وجه شخص في مقطع مزيف، بما في ذلك القدرة على وضع وجه جديد على فيديو إباحي.

الذكاء الاصطناعي للصور 

يتم التلاعب بصور المراهقات عبر تطبيق يجرد الشخص من ملابسه، والتي كانت في الأصل صور عادية وفي أغلب الأحيان منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فحالات كثيرة لفتيات تراوحت أعمارهن بين 11 و17 عاماً وقعن ضحية الابتزاز من خلال صورهنَّ.
وعشرات الضحايا أو ربما المئات يقعن في فخ “الابتزاز الإلكتروني بسبب تطبيقات الذّكاء الاصطناعي،” ولا يتجرأن على تقديم الشكوى خوفاً من المجتمع أو عقاب الأسرة.

عقوبة الابتزاز الالكتروني

يعاقب المشرع السوري بالحبس من سنتين إلى ثلاث سنوات والغرامة من مليون ليرة إلى أربعة ملايين ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من هدد بالنشر أو نشر على الشبكة صوراً أو فيديوهات أو محادثات أو تسجيلات صوتية منافية للحشمة أو الحياء عائدة لأحد الناس ولو حصل عليها برضاه.
وتشدد العقوبة لتصبح السجن المؤقت من خمس سنوات إلى سبع سنوات والغرامة من أربعة ملايين إلى خمسة ملايين إذا وقع الجرم على قاصر، وفق ما صرح به المحامي خالد الخطيب لـ”داما بوست”.

4 خطوات مهمة للتعامل مع جرائم الذكاء الاصطناعي

1: التوعية والتحذير لنحمي الأطفال والمراهقين من جرائم الابتزاز.
2: العمل على رفع منسوب الحذر من قبل الجهات المعنية ووضع قوانين خاصة لمنع حدوث هذه الجرائم.
3: تدريس مادة في المدارس عن أخلاقيات استخدام تلك الأنظمة الذكية.
4: التقدم فوراً بشكوى للجهات المختصة لتقوم بدورها في التصدي لهذا النوع من الجرائم.

خطر الذكاء الاصطناعي على المراهقين

ينتج عن جرائم الذكاء الاصطناعي ابتزاز وفضائح قد تدمر عائلة بأكملها؛ وتجعل المراهق عرضة للانتحار، وأكد المحامي خالد الخطيب خلال حديثه لـ “داما بوست” بأنه يجب على المدارس أن تلعب دوراً بارزاً في التوعية من مخاطر استخدام الذّكاء الاصطنَاعي لأغراض العري والتشهير والابتزاز، لأن القانون وحده لا يستطيع أن يحمينا من تلك الجرائم.
وأضاف أن “بعض العصابات تستخدم الذّكاء الاصطناعي في عمليات الاحتيال، عن طريق تقنيات تقليد الأصوات واستخدامها في عمليات خطف وهمية.”

اقرأ أيضاً: مخاطر الذّكاء الاصطنَاعي “تُكشّر عن أنيابها” دون حسيب ولا رقيب

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر