نيوزويك: ما يحدث في سوريا وصمة عار على واشنطن وضمير العالم

يتزايد الشعور بالموت الوشيك بين مسيحيي سوريا، الذين كانوا يشكلون نحو 10% من سكان البلاد قبل بداية الحرب عام 2011. وبالرغم من الوعود التي قطعها رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحقيق العدالة للجميع وحماية الأقليات السورية، فإن الأقليات أصبحت الآن هدفاً لقواته، وفقا لمقال في مجلة “نيوزويك” الأمريكية.

وقالت هديل عويس في مقال لها في مجلة “نيوزويك” الأمريكية إن الوضع في سوريا بات يُنذر بكارثة إنسانية وحقوقية، حيث تتعرض الأقليات الدينية، لاضطهادٍ متصاعد من قبل النظام السوري بقيادة الرئيس أحمد الشرع. وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يغضّون الطرف عن ذلك، في ما يشبه التواطؤ الصامت.

إقرأ أيضاً: تقرير يوثق عدد القتلى في سوريا منذ سقوط النظام

المسيحيون في سوريا يواجهون مصيراً مجهولاً
كان المسيحيون يشكلون نحو 10% من سكان سوريا قبل اندلاع الحرب في عام 2011. لكن بحسب المقال المنشور في “نيوزويك”، يتزايد الشعور لدى هذه الشريحة بـ”الموت الوشيك”، في ظل سياسات إقصائية وتطرف ديني برعاية الدولة.

“أنتم كفار”… شهادة حيّة من داخل سوريا
يروي كاتب المقال حادثة صادمة عن طبيب مسيحي من حماة، تعرّض للإهانة من قبل أحد عناصر قوات الشرع، وعندما حاول تقديم شكوى، أحيل إلى شيخٍ، وهو أحد رجال الدين الجدد العديدين الذين يتولون الآن السلطة في هيكل الدولة الإسلامية الموازي في سوريا. سأله الشيخ: “لماذا تشتكي؟ أنتم المسيحيون كفار”. تعكس هذه الحادثة، بحسب المجلة، واقع سوريا الجديد الذي تهيمن عليه عقلية دينية متشددة تُقصي الأقليات من المجال العام.

مجزرة السويداء: دليل على تحول سوريا إلى دولة دينية
تحدث المقال عن مجزرة السويداء، التي راح ضحيتها المئات من أبناء الطائفة الدرزية، بينهم أيضًا أكثر من 20 مسيحيًا، من ضمنهم القس خالد مزهر و12 فردًا من أسرته. وأشار إلى أن حكومة الشرع انحازت إلى جانب القوات السنية البدوية المسلحة، في مشهد يعيد إلى الأذهان سلوك تنظيم داعش.

فيديوهات مروعة وتواطؤ حكومي
أظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها المهاجمون إعدامات جماعية، وقطع رؤوس، واعتداءات جنسية. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة السورية. بل قامت قوات الأمن بمصادرة كاميرات المراقبة، مما أثار شكوكاً حول تورّط مقاتلين جهاديين يعملون تحت مظلة الدولة.

تفجير كنيسة مار إلياس: تجاهل دولي وتحذير مبكر
قبل المجزرة، استُهدفت كنيسة مار إلياس الأرثوذكسية في دمشق بهجوم انتحاري خلّف عشرات القتلى والجرحى. ومع أن التفجير مرّ مرور الكرام في الإعلام الغربي، إلا أنه كان بمثابة جرس إنذار حول المرحلة المرعبة التي تدخلها الأقليات المسيحية في سوريا.
ومع ذلك، بحسب المقال، التزم الشرع الصمت. لا كلمات تعزية. لا بيان علني. بدلاً من ذلك، صادرت قواته كاميرات المراقبة في الحي، مما أثار شكوكاً بأن المهاجمين كانوا جهاديين سابقين يعملون الآن تحت رعايته.

إسرائيل تتدخل… وواشنطن تلتزم الصمت
يرى كاتب المقال أن تدخل إسرائيل العسكري في السويداء جاء نتيجة إدراكها للمخاطر المتصاعدة، في حين أن الولايات المتحدة وبلدان الغرب اختارت التردد والتجاهل. واعتبر أن الموقف الأمريكي يمثل فشلاً أخلاقيًا واستراتيجيًا في مواجهة صعود التطرف الديني في الشرق الأوسط.

نظام أحمد الشرع يُعيد إنتاج دولة دينية على نموذج داعش
بحسب المقال، فإن ما يحدث في سوريا اليوم ليس مجرد فوضى انتقالية، بل تحول جذري نحو دولة دينية. فـ”السلطة الحقيقية ليست في يد المؤسسات، بل في يد رجال الدين وقادة الميليشيات”، وهو نموذج مطابق تقريبًا لهياكل تنظيم “داعش”، حسب تعبير الكاتب.

المسيحيون والدروز ضحايا بين المطرقة والسندان
يؤكد التقرير أن ما يجري هو استهداف ممنهج للأقليات، بإشراف الدولة، وأن حماية هذه المجموعات لم تعد أولوية، رغم الوعود السابقة من الشرع للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتحقيق العدالة وحماية الجميع.

خاتمة: “التردد الدولي تواطؤ وليس حكمة”
يختم الكاتب مقاله بالتحذير من أن تجاهل ما يحدث في سوريا سيكون له عواقب كارثية لاحقاً، حيث ستضطر واشنطن إلى “التدخل المكلف” ضد شبكات الإرهاب التي ترعاها الدولة الحالية. ويقول: “غض الطرف عمّا يحدث في سوريا اليوم لن يكون فقط وصمة عار على السياسة الخارجية الأمريكية، بل على ضمير العالم الحر بأسره”.

 

إقرأ أيضاً: 1102 قتيلاً في سوريا خلال تموز.. تقرير حقوقي يوثق استمرار الانتهاكات

إقرأ أيضاً: سوريا في 48 ساعة: تقرير حقوقي يكشف عن تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.