سوريا تعلن عن مشاريع بـ14 مليار دولار: تفاؤل حذر وتساؤلات حول الشفافية
شهد قصر الشعب بدمشق، يوم الأربعاء الماضي، حفل توقيع مذكرات تفاهم استثنائية مع 12 جهة استثمارية محلية ودولية، لتنفيذ مشاريع استراتيجية تتجاوز قيمتها 14 مليار دولار.
و يُعد هذا الحدث الأكبر من نوعه منذ سنوات، ويُنظر إليه كخطوة نحو مرحلة “ما بعد الحرب”، ولكن طبيعة بعض الشركات الموقعة تثير تساؤلات حول مدى الشفافية والجدوى الاقتصادية.
و يمكن تصنيف الشركات الموقعة ضمن ثلاث فئات رئيسية:
1. شركات معروفة وذات سجل واضح
تضم هذه الفئة شركات إقليمية وعائلات تجارية سورية معروفة، مثل:
“UCC” القطرية: شركة مقاولات كبرى ستقود تحالفًا لتطوير مطار دمشق الدولي.
“NIC” الإماراتية: شركة حكومية ستعمل على مشروع مترو دمشق.
مجموعة الهزاع الأردنية: ستدخل القطاع السياحي بمشروع فندق في دير الزور.
مجموعة سنكري السورية: عائلة تجارية حلبية معروفة ستعود للاستثمار بمشروع “مول المهندسين”.
2. شركات جديدة أو غير موثقة
تتسم هذه الفئة بالغموض، حيث لا تتوفر معلومات كافية عنها، مما يثير الحاجة إلى المزيد من الشفافية. من بينها:
“Afrin Co”: ظهرت في مشروع “تاج حلب”، ولكن لا توجد عنها معلومات منشورة بشكل واسع.
“Mirath” للاستثمار السياحي: وقعت على مشروع “مرسى شمس” في اللاذقية، ولكن لا توجد جهة موثقة بهذا الاسم.
3. جهات ناشئة وفي طور التوسع
هذه الشركات قد تكون جديدة في السوق السوري، مثل “White Room Holding” و “Gamma Alliance” اللتان وقعتا على مشروع “الياسمين” في حماة، و”Royal Group” التي وقعت على مشروع “مارينا طرطوس”.
و في تصريح لـ”هاشتاغ”، أكد المستشار المالي خلدون الطباع أن ما تم توقيعه هو مجرد مذكرات تفاهم غير ملزمة قانونيًا.
وأشار إلى غياب الشفافية الكافية حول تفاصيل المشاريع، متسائلًا: “هل ستبقى السيادة للدولة في مشاريع مثل المطار والمترو؟ وما هي آلية التعاقد والحقوق الممنوحة للمستثمرين؟”
كما شدد الطباع على ضرورة أن تكون المشاريع السيادية، التي تمس مستقبل الأجيال القادمة، أكثر وضوحًا.
واقترح أن تستفيد سوريا من تجارب الدول المجاورة، مثل السعودية، في إعداد قوانين استثمارية تركز على الصناعات المُلحة وتضع معايير دقيقة لقبول المستثمرين.
إقرأ أيضاً: رأس المال السوري غائب..من يتحكم في استثمارات سوريا الجديدة؟
إقرأ أيضاً: مشروع أبراج دمشق: استثمار ملياري بيد شركة لا موظفين لها؟