الإخوان المسلمون في سوريا يصدرون بياناً شاملاً: رؤية للمرحلة الجديدة بعد التحرير
في أول بيان سياسي شامل يصدر بعد سقوط النظام، عقد مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا دورته العادية الرابعة، ليقدم رؤية مفصلة حول المرحلة الجديدة.
ويعكس البيان، الذي أصدرته الجماعة مساء أمس الخميس، موقفاً استراتيجياً يدعم الحكومة الجديدة ويضع إطاراً للمشاركة في بناء الدولة، مع التأكيد على عدد من المبادئ الأساسية.
استهل المجلس بيانه بتقديم التهنئة “للشعب السوري العظيم والرئيس الانتقالي أحمد الشرع” على النصر الذي جاء بعد نضال طويل.
اقرأ أيضاً:صورة الشرع في تل أبيب: مؤشر على تحولات جيوسياسية محتملة
وأكد أن الجماعة ستكون “الداعم الناصح الأمين” للعهد الجديد، وستحرص على “إنجاح عملية بناء الدولة المدنية الحديثة بمرجعية إسلامية”.
وأوضح أن دور الجماعة سيكون في “التسديد والمقاربة” و”تلمس سد الثغرات” لإنجاح أهداف الثورة في بناء الدولة.
وشدد البيان على وحدة سوريا “أرضاً وشعباً”، ورفض أي محاولات للتغيير الديموغرافي أو المشاريع الانفصالية.
وأكد على أن جميع مكونات الشعب السوري يجب أن تتمتع “بكامل حقوق المواطنة”.
وفي سياق بناء السلم الأهلي، اعتبر المجلس أن العدالة الانتقالية “شرط واجب وأساس للاستقرار المستدام”، مشيراً إلى أنها وسيلة “ناجعة لقطع الطريق على تجدد النزاعات المسلحة”.
ولتحقيق الاستقرار، دعا المجلس إلى “إشراك جميع المكونات السورية بشكل فعال” في تنمية الدولة، وإلى بناء أسس تشاركية تمثيلية وانتخابات حرة.
لم يغفل البيان أهمية التخفيف من حدة الانقسامات الاجتماعية، فدعا إلى “تبني خطاب العيش المشترك” والابتعاد عن “لغة التأجيج الطائفي” التي سادت في عهد النظام السابق.
وأشار المجلس إلى أنه أقر وثيقة خاصة بالعيش المشترك، تؤكد على بناء “ثقافة مشتركة” تهدف إلى تحقيق “سلم أهلي واجتماعي” شامل لجميع السوريين، ولا تتعارض مع “تاريخ شعبنا وأصالته وقيمه”.
وفيما يتعلق بالشأن الإقليمي والدولي، أدان المجلس بشدة “العدوان الإسرائيلي المستمر” وجميع محاولات تحقيق المشروع الصهيوني في البلاد.
كما حذر من “محاولات إيران العبث في استقرار البلاد”، مؤكداً أنها ما زالت تقدم دعماً لفلول النظام وأذرعها.
وفي رسالة للسوريين في الخارج، حثهم البيان على العودة للوطن والمساهمة في إعادة الإعمار، داعياً المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات بشكل نهائي وغير مشروط.
تقدير للدول الصديقة ودعم لفلسطين ختاماً، وجه المجلس الشكر والتقدير للعديد من الدول على مواقفها الداعمة للشعب السوري، وعلى رأسها تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية والأردن، مشيداً بدورهم الإنساني والسياسي. كما وجه تحية خاصة للشعب الفلسطيني، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى مساندته في نيل حقوقه ومكافحة “المشروع الصهيوني”.
اقرأ أيضاً:سوريا تعيد تفعيل قسم الجرائم المعلوماتية لمواجهة تصاعد الخطاب الطائفي
اقرأ أيضاً:سوريون يعودون إلى بلادهم في سوريا الجديدة.. لكنهم يصطدمون بإرث أمني