توترات متصاعدة في السويداء: صراع حول الإدارة واحتجاجات نقابية ومطالب للمتقاعدين

تشهد محافظة السويداء توترات متزايدة تعكس صراعاً على الصلاحيات الإدارية والمطالب الشعبية. فبعد قيام مجموعة من “هيئة الحراك السلمي” باقتحام أحد مكاتب مبنى المحافظة وإعلانه مكتباً رسمياً للحراك الشعبي، تحرك محافظ السويداء قضائياً لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأعضاء المشاركين في الاقتحام، مما يسلط الضوء على هشاشة المرحلة الانتقالية في المحافظة.

“الحراك السلمي” وإشكالية الإدارة المحلية

وفقاً للناشط المدني عمر المحيثاوي في تصريح لـ”العربي الجديد”، فإن هذه الممارسات لا تحظى بإجماع أبناء المحافظة، مشيراً إلى أن “الأغلبية ترفض إدارة العمل التنفيذي بهذه الطريقة. نحن بحاجة إلى سلطات محلية قانونية واضحة ومنتخبة تضمن الشفافية، لا إلى مكاتب تفرض أمراً واقعاً دون توافق شعبي أو انتخاب”.

ويعكس هذا الجدل انقساماً متزايداً في الأوساط المدنية والسياسية حول دور الحراك الشعبي في إدارة مؤسسات السويداء، وسط غياب خارطة طريق واضحة لإدارة شؤون المحافظة.

احتجاجات نقابية: المهندسون يرفضون التعيينات المركزية

في سياق متصل، شهدت مدينة السويداء وقفة احتجاجية نظمها عدد من المهندسين أمام مبنى نقابتهم، رفضاً لما وصفوه بتجاوزات النقابة المركزية في دمشق، لا سيّما التعيينات المباشرة في المجالس الفرعية والهيئات الإدارية بالمحافظات.

واعتبر المهندسون المحتجون أن هذه التعيينات مخالفة للمرسوم رقم 80 الذي ينص على ضرورة إجراء انتخابات حرة وديمقراطية لاختيار ممثلي النقابات، مؤكدين أن “القرارات المركزية تُفرغ النقابة من مضمونها”.

متقاعدو الجيش والشرطة يطالبون بمستحقاتهم

وإلى جانب ذلك، يواصل العشرات من متقاعدي الجيش والشرطة في السويداء، الذين جرى تسريحهم بعد عام 2011، تنظيم وقفات يومية للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتوقفة منذ “سقوط النظام” في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وقد صرح ضابط متقاعد لـ”العربي الجديد” بأن وزير الدفاع وعد بحل القضية منذ شهرين، لكنهم لم يحصلوا سوى على منحة مالية مؤقتة لا تغطي رواتبهم المستحقة.

تُبرز هذه التطورات مجتمعة حالة من عدم الاستقرار في السويداء، حيث تتداخل المطالب الاجتماعية والنقابية مع التحديات الأمنية والسياسية، مما يؤشر إلى مرحلة انتقالية هشة تتطلب معالجة شاملة لهذه القضايا المتشابكة.

إقرأ أيضاً: شيخ عقل دروز السويداء: الانفصال عن الدولة السورية يُعد خطًا أحمر

إقرأ أيضاً: بعد أسابيع على استقالته.. البكور يعود إلى السويداء ويباشر مهامه بزيارة مراكز الامتحانات

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب