العمل عن بُعد في سوريا: نافذة أمل وتحديات تواجه النساء

لقد فتحت ظروف الحرب في سوريا آفاقًا جديدة لعشرات النساء، حيث أتاحت لهن فرص العمل عن بُعد وسيلة لتحقيق الاستقلال الاقتصادي وتوفير الدخل لأسرهن. ورغم المزايا العديدة التي يقدمها هذا النمط من العمل، إلا أنه لا يخلو من التحديات. يستعرض هذا التقرير تجارب نساء سوريات عاملات عن بُعد، مسلطًا الضوء على الإيجابيات والتحديات من خلال شهاداتهن.

تنوعت مجالات العمل التي انخرطت فيها هؤلاء النساء عبر الإنترنت، فشملت:

  • التدريب والتعليم عن بُعد: تقديم دورات ودروس عبر المنصات التعليمية.
  • الصحافة والكتابة والتحرير الإعلامي: التعاون مع مواقع إلكترونية ومؤسسات إعلامية.
  • التسويق الرقمي والترويج للمنتجات: إدارة المحتوى والتواصل الرقمي.
  • مهام أخرى: تشمل أي عمل لا يتطلب الحضور الفعلي ويعتمد على المهارة والاتصال بالإنترنت.

مزايا العمل عن بُعد

وفقًا لشهادات النساء، يقدم العمل عن بُعد مزايا هامة، منها:

  • توفير الوقت والتكاليف: يجنبهن عناء التنقل اليومي وتكاليف المواصلات.
  • الراحة النفسية والمرونة: يسمح لهن بالبقاء قرب أطفالهن والعناية بشؤون المنزل، مما يوفر شعورًا بالرضا والتوازن بين العمل والمسؤوليات الأسرية.
  • تجاوز القيود الاجتماعية: يتيح للنساء اللواتي تمنعهن العادات والتقاليد من العمل خارج المنزل فرصة لتحقيق دخل دون الخروج من بيئتهن الخاصة.
  • فرص للمناطق النائية: يوفر فرص عمل للنساء المقيمات في مناطق تفتقر إلى فرص عمل محلية، مما يمكنهن من ممارسة مهام متنوعة من داخل منازلهن.

إحدى العاملات في المجال الإعلامي أكدت قائلة: “وجدت في العمل عبر الإنترنت فرصة جيدة لتحقيق دخل من خلال كتابة المحتوى والتحرير الصحفي والعمل عن بُعد. أتاح لي هذا النوع من العمل أن أكون في منزلي، بجانب أطفالي، وأعمل في الأوقات التي أختارها دون الحاجة للخروج أو معاناة التنقل والمواصلات. من وجهة نظري، هذا النوع من العمل أفضل بكثير من الوظائف التقليدية خارج المنزل”.

تحديات العمل عن بُعد

على الرغم من الإيجابيات، تواجه النساء العاملات عن بُعد تحديات عديدة:

  • انقطاع الإنترنت: يُعد ضعف أو انقطاع الاتصال بالإنترنت عائقًا رئيسيًا، كونه الركيزة الأساسية لهذا النوع من العمل.
  • تداخل الأدوار والمسؤوليات: يؤثر وجود المرأة في المنزل، محاطة بمسؤولياتها الأسرية والأطفال، على تركيزها وكفاءة أدائها. قد تتسبب الزيارات المفاجئة للأقارب أو تداخل المهام المنزلية بالعملية في صعوبة الفصل بين الحياة الخاصة والمهنية.
  • التشتت وعدم التقدير: تشعر بعض النساء بالتشتت أو التقصير في أحد الجانبين (العمل أو الأسرة)، وقد يتعرضن لعدم التقدير من المحيطين بهن، حيث يُنظر إلى عملهن أحيانًا على أنه “مجرد جلوس أمام شاشة” أو نوع من التسلية.

تروي بيان أكرم، وهي إحدى العاملات، معاناتها: “أحيانًا يُكلّفني الموقع بتحرير تقرير معين، فأبدأ بالعمل عليه، لكن أتفاجأ بقدوم ضيوف في وقت غير متوقّع. لا أستطيع أن أتجاهل الضيوف، وفي نفس الوقت يكون من المفروض أن أنجز المادة في موعدها. هذا الضغط يجعلني مشتتة بين واجباتي العائلية والتزاماتي المهنية”.

مساهمة ودعم الأسرة

على الرغم من هذه التحديات، لعبت النساء العاملات عن بُعد دورًا إيجابيًا وحيويًا خلال فترات الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها العائلات السورية. فقد ساهمن بفعالية في دعم أزواجهن وإعالة أسرهن، محققات استقلالًا ماديًا بفضل جهودهن الكبيرة. لقد نجحن في التوفيق بين عملهن وواجباتهن المنزلية والأسرية، مما يعكس إصرارهن وقدرتهن على التكيف.

لقد قدمت فرص العمل عبر الإنترنت للنساء إمكانية العمل من منازلهن، مما سهل انخراطهن في سوق العمل بطرق تتناسب مع ظروفهن. ورغم التحديات التقنية والاجتماعية التي واجهنها، أصرت الكثير من النساء على الاستمرار في هذا المسار، مدفوعات برغبة قوية في إعالة أسرهن وتحقيق الاستقلال المادي.

أقرأ ايضاً:تعيينات جميعها لرجال في وزارة الخارجية السورية..أين تمكين المرأة؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.