داما بوست | الولايات المتحدة
تقدم نحو 500 ألف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية أسبوعياً، بطلبات لتجديد جوازات سفرهم، في وقت تحاول فيه وزارة الخارجية الأمريكية إعادة تنظيم خدمات فُككت بالكامل، بعد أن أوكلت موظفيها مهاماً إدارية أخرى خلال جائحة كوفيد-19.
وتستغرق مدة انتظار صدور جواز سفر أمريكي جديد أو تجديد القديم، من 10 إلى 13 أسبوعاً، على حين تمتد الإجراءات المسرّعة للحصول عليه من 7 إلى 9 أسابيع، مع رسوم إضافية تبلغ 60 دولاراً، وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية فإن الانتظار أطول بمرّتين ممّا كانت عليه قبل كورونا.
وينتظر عشرات الأمريكيين أمام المبنى الإداري، في طابور حوّل خدمة جوازات السفر إلى كابوس إداري، وسط اضطرارية معظمهم للسفر بسبب وفاة قريب أو العمل أو السياحة، على حين يدفع من يخرج عن الطابور ما يزيد على 2500 دولار للحصول على الخدمة بوساطة الشركات الخاصة.
ويعد وزير الخارجية الأمريكية “أنتوني بلينكن” أن الحل يكمن في إعادة تشغيل الخدمة الإلكترونية التي ستتمكن من معالجة ما لا يقلّ عن 60% من الطلبات، زادت بنسبة 30% عن المعدّل الأسبوعي لعام 2022 الذي سجّل إنجاز عدد قياسي من الجوازات بلغ 22 مليوناً.
ما تشهده أمريكا اليوم عانت منه سورية لما يزيد على سنتين، وسط وعود حكومية متكررة لحل الأزمة، ابتدأت بمنصة إلكترونية مخصصة لحجز الدور، وصولاً إلى إنجاز دراسة لإصدار جواز سفر إلكتروني في مدة أقصاها شهر، علماً أن الولايات المتحدة لا تعاني من عقوبات عليها، ولا شيء يمنعها من تحسين الخدمة أو استيراد أو تصنيع أي مواد لازمة بخلاف الحالة في سورية.
وكانت منصة الحجز الإلكتروني شبه متوقفة في الأشهر الفائتة، وتفتح دقائق عدة صباحاً، ما دفع السوريين إلى اعتماد وسيط، وفي حديث لـ “داما بوست” قال “هاني هاشم” صحافي من ريف دمشق.. إنه “لجأ قبل 3 أشهر إلى إحدى المكاتب المخصصة لحل مشاكل الحجز على المنصة، مقابل عمولة وصلت إلى 10 آلاف ليرة سورية، وتمكن في دقائق عدة من حجز دور له في 26 آذار / مارس 2024، قبل تأجيله إلى 15 أيار / مايو من العام نفسه، مضيفاً.. “ما استغربته أني تلقيت رسالة جديدة قبل 5 أيام، مفادها تأجيل الموعد الأخير لنصف ساعة فقط” وعن التكلفة بين أنه دفع “65 ألف ليرة سورية فقط لا غير”.
على حين يشتكي آخرون من وصول الأسعار إلى 200 و300 ألف ليرة، وهو ما أرجعته إدارة الهجرة والجوازات إلى انتشار حالات فساد ورشوة بين موظفيها، وابتزاز السماسرة للمواطنين.