داما بوست | الهام عبيد
رسمياً وبعد عقدين من الزمن، صارت إيران عضواً دائماً في منظمة “شانغهاي للتعاون”، في القمة الـ23 التي عقدت عبر خدمة الفيديو “كونفرانس” باستضافة الهند، الثلاثاء الماضي.
ووصفت إيران انضمامها للمنظمة، بالإنجاز الجديد للشعب الإيراني، حققته الدبلوماسية النشطة لحكومة البلاد، وخطوة مهمة في اتباع سياسة خارجية شاملة، لتعزيز سياسة الجوار والتطلع نحو آسيا.
الكاتب والمحلل السياسي اللبناني “علي يحيى” يرى في حديثٍ لـ “داما بوست”.. “أن قبول إيران عضواً كاملاً في المنظمة، بعد ما يزيد على 16 عاماً من الجهود الدبلوماسية، يشكل سبلاً فعالة للالتفاف على العقوبات الأمريكية، من خلال العلاقات الاقتصادية والتجارية التي بلغت مع دول المنظمة قبل الاتفاق، 42 مليار دولار أي ما يعادل 40% من تجارتها الخارجية، وبالتالي تعزيزاً لمزيد من التوجه نحو الشرق، بتمتين العلاقات مع روسيا والصين، بدلاً من الغرب والولايات المتحدة”.
وأضاف.. “تعمل إيران لتعزيز دورها في الممرات التجارية من خلال طريق الحرير الصيني، والممر الشمالي الجنوبي بديل “قناة السويس” الذي يربط “مومباي” بـ “سانت بطرس” الروسي عبر ميناء تشابهار الإيراني، ومن خلال ممر TRACECA للنقل إلى أوروبا والقوقاز وآسيا الوسطى”.
يذكر أن الرئيس الإيراني كشف عن دخول الممر الشمالي الجنوبي مرحلة التنفيذ، وتدشينه “سيهدي الأمن إلى شعوب المنطقة”، بحسب كلمته في قمة “شنغهاي”.
ويتكون الممر من شبكة خطوط بحرية وبرية وسكك حديدية يبلغ طولها 7200 كيلومتر، ويبدأ من بومباي في الهند ليربط المحيط الهندي ومنطقة الخليج مع بحر قزوين مروراً بإيران، ثم منها يتوجه إلى سان بطرسبورغ الروسية، ومنها إلى شمالي أوروبا، وصولاً إلى العاصمة الفنلندية، مما يختصر المسافة مقارنة مع قناة السويس بمقدار يزيد على الضعف، مقلصاً مدة الشحن وتكلفته.
وتعد شنغهاي للتعاونSCO أهم منظمة إقليمية دولية في العالم، ومنافسة لمجموعة الدول السبع وتسعى لعالم متعدد الأقطاب، وفي هذا الصدد أوضح الكاتب السياسي “عيد درويش” لـ “داما بوست”.. “أن عضوية دولة عظمى مثل إيران في “شنغهاي للتعاون” يعدّ بمنزلة تحدٍ كبير للغرب في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وسيؤثر تأثيراً إيجابياً في قوة المنظمة والمنطقة ككل، سيما وسط ما تمتلكه إيران من ثروات في مقدمتها الطاقة، فضلاً عن مكانتها الجغرافية في الشرق الأوسط”.
وعن التأثيرات التي تطرحها عضوية إيران في المنظمة، أوضح “درويش” أن المرحلة القادمة ستشهد ظهور عدد من الأقطاب الاقتصادية، وسواء نجحت أم فشلت فستؤثر في تقليص همينة القطب الواحد بزعامة أمريكا، كما سنشهد حلفاً اقتصادياً وسياسياً كبيراً في المنطقة، يضم دولاً ذات ثقل اقتصادي وجيوسياسي، إلى جانب التعاون في مجالات عدة منها الثقافي والعلمي”.
وتابع.. “ستعمل دول المنظمة لتوفير مسألة الأمن والاستقرار، وتحقيق التبادل التجاري والصناعي، وبالتالي تأمين حاجات الدول الأخرى، وخلق فرص عمل ضمن مشاريع جديدة صغيرة أو متوسطة أو كبرى تعود عليها بمكاسب جديدة، وعليه تحقق الكساد الاقتصاد الغربي والاستغناء عنه”.
وجاءت هذه العضوية، ضمن مساعي الصين لجذب عدد أكبر من الدول الفاعلة اقتصادياً إلى عضوية المنظمة، لترسيخ نظام اقتصادي عالمي جديد متعدد الأقطاب، وتقليص سيطرة الدولار على النظام المالي، إذ يبلغ حجم اقتصادها نحو 20 تريليون دولار.