الاستفزازات الأمريكية تتواصل.. صيف ساخن ينتظر شمالي وشرقي سورية

داما بوست | جعفر مشهدية

تكررت في الأيام الأخيرة البيانات الصادرة عن المركز الروسي للمصالحة في سورية تتعلق بانتهاكات قوات الاحتلال الأمريكي لاتفاق “مذكرة سلامة الطيران”، إضافة لامتلاك موسكو معلومات عن تجهيز أميركا وحلفائها لاستفزازات تتعلق بموضوع الكيميائي.
وعبّر المركز الروسي للمصالحة في سورية عن قلق موسكو من الانتهاكات المنهجية لبروتوكولات عدم التضارب، المتعلقة بتحليق طائرات من دون طيار تابعة لما يسمى “قوات التحالف الدولي” في شمالي سورية.
وأكد المركز أن “التحالف” انتهك مذكرة سلامة الطيران في سورية 315 مرة، في شهر حزيران 2023، عبر طيرانه وطائرات من دون طيار، على الرغم من التزام الجانب الروسي ببنود مذكرة التفاهم.
وجاءت أحدث الانتهاكات الأميركية، خلال إجراء الجيشين السوري والروسي لمناورات مشتركة، حيث رصد مركز المصالحة 12 انتهاكاً من مسيّرات تابعة لـ “التحالف الدولي” في المجال الجوي لمنطقة المناورات.
وفي وقت سابق، أكد جهاز الاستخبارات الروسية الخارجية أن أمريكا تستعد لتنفيذ عملية استفزاز باستخدام المواد الكيميائية السامة، بهدف تعطيل عملية التطبيع العربي – السوري.
وقال بيان الاستخبارات إن “الأميركيين سلموا “داعش” في جنوبي سورية صواريخ مزودة برؤوس مليئة بمواد سامة، وعملت واشنطن على طريقة لاستخدام المواد السامة في إدلب، من مسلحي حراس الدين، والحزب الإسلامي التركستاني، إذ تسعى لتحضير استفزازات باستخدام المواد الكيميائية السامة”.
وحول هذه التطورات، أفاد المحلل المختص بالشؤون الروسية العربية الدكتور سليم علي لداما بوست.. “هذه ليست المرة الأولى، منذ عام 2015 وروسيا تحذر أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعدان لاستفزازات على الأراضي السورية بهدف تشويه سمعة الحكومة، ودعم مخططاتهم العدوانية والتوسعية”.
وتابع “لم يعد سراً مدى العلاقة التي تربط الجنرالات الأمريكيين والتنظيمات الإرهابية بمختلف تسمياتها، عبر تقديم النصح والتدريب ليس فقط في المجال العسكري ولكن أيضاً في مجالات الدعاية والإعلام، من خلال تدريبهم على آليات كيفية نشر أفكارهم وأخبارهم في الفضاء الإعلامي، كما نرى الآن مدى صدق المعلومة ليس مهم مقارنة مع سرعة انتشارها وأعداد متابعيها”.
ونوه “علي” بأنه “مجرد نشر خبر حصول استفزازات باستخدام الأسلحة الكيمائية ضد المدنيين، بالتأكيد سيحصد اهتماماً وانتشاراً إعلامياً واسعاً، هذا الخبر سيرافقه موجة كبيرة من العواطف والإدانات من الأوساط الدولية في الوسط الإعلامي، ويعطي المجال للغرب إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد سورية والدول المتعاونة معها”.
وأضاف المختص بالشؤون الروسية العربية “بالطبع في الغرب لن يهتم أحد إن كان هناك هجوم كيماوي حقيقي أم هذه مسرحية، المهم وجود صورة يمكن فيها شيطنة دمشق في نظر الدول العربية التي أعادت علاقاتها معها، وهنا تكمن أهمية الكشف الحالي عن هذا المخطط لأنه في حالة حدوثه لن يحصل على رد فعل الدول العربية كما يرغب الغرب، حالياً المهم لدول المنطقة هو استمرار الحوار وتعزيز العلاقات مع سورية لأن ذلك يصب في مصالحهم الاقتصادية والوطنية لما تمتلكه سورية من أهمية جيوسياسية واستراتيجية في المنطقة”.
وأشار “علي” إلى أن “الولايات المتحدة تستخدم وجودها على الأراضي السورية بوصفها قوة احتلال لإعاقة كل الخطوات المتخذة على الأراضي السورية لبسط سيطرة الدولة، والمناورات العسكرية الروسية السورية كانت خطوة تحضيرية عملية في هذا الاتجاه، وهذا ما دفع الولايات المتحدة لخطوة خرق اتفاق السلامة الجوية لتتمكن طائراتها من التجسس على هذه المناورات”.
وختم “بالطبع كل الخطوات الأمريكية التصعيدية ليس فقط في سورية، هي تصب في إطار الصراع الروسي مع حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة، وعلى الأغلب سيكون صيف ساخن ينتظر المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية”.

يذكر أن عملية عسكرية محدودة نفذها الجيش العربي السوري وحليفه الروسي ضد معاقل الجماعات الإرهابية في الشمال، وذلك رداً على تعديات المسلحين على الريف الحموي، وتهديدهم بشن عملية عسكرية تستهدف حلب وبعدها دمشق.