داما بوست- خاص| لن ينسى العالم ما حصل في يوم العدوان الأسود الحاقد بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق، هذا العدوان الذي يرقى إلى العمل الجنوني، ويعد بمثابة انتحار للكيان الصهيوني الذي تجاوز بغطرسته وتعدياته جميع القوانين والأعراف الدولية والدبلوماسية.
لاشك أن جرائم الكيان ضد سوريا وإيران، ودماء الرضع والأطفال والنساء وغيرهم من الشهداء الذين قتلوا من دون أي ذنب في قطاع غزة، إلى جانب الكراهية العالمية للكیان الصهيوني و داعميه، ستؤدي إلى انهيار هذا الكيان المجرم و الظالم.
ما فعله الكيان الصهيوني في عدوانه على القنصلية الإيرانية في دمشق يهدف في الفكر الصهيوني لإشعال حرب واسعة في المنطقة، للهروب من مأزقه الداخلي وغليان الشارع الصهيوني في وجه جلاوزته وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو الذي يصدر مآزقه عبر بوابات الحروب ومنها الحرب الأخيرة على قطاع غزة،
الحضور القوي لإيران في ساحات الدعم للقضايا العادلة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني موحٍ بالأمل لفلسطين وشعب غزة المظلوم، ولذلك أتت جريمة الاغتيال للقادة الأحرار بالقنصلية وفي وضح النهار لتحاول قتل أي أمل في فلسطين وغزة.
قصف القنصلية الإيرانية عمل جنوني للكيان المهزوم
والكيان الإسرائيلي، خلافاً للقوانين والأنظمة الدولية، قام بالاعتداء على مكان دبلوماسي يتمتع بالحصانة الكاملة استناداً إلى اتفاقية الحقوق الدبلوماسية والقنصلية.
وهذا يدل على أن سعار الحرب الصهيونية يشتد على المنطقة برمتها، نتيجة الفشل الذريع التي منيت به قوات الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، وفي لبنان وفي كل مكان في العالم يقاوم غطرستها ووكلائها من تنظيمات إرهابية.
الهجوم الصاروخي الأخير على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، باعتباره مقراً يتمتع بالحصانة الدولية، هو عمل جنوني ویعد بمثابة انتحار للكیان الصهيوني، برأي وإجماع كبير من مراقبين ومحللين سياسيين وعسكريين.
لاشك أن الولايات المتحدة شريكة للصهاينة وجرائمها، ومسؤولية عدوان الكيان الصهيوني الأخير على القنصلية الإيرانية في سوريا تقع على عاتق الولايات المتحدة ويجب محاسبتها، وهذا ما ردده الشعب الإيراني في الحضور الملحمي في مسيرة يوم القدس العالمي ومراسم تشييع شهداء جريمة الكيان الصهيوني في عدوانها على القنصلية بدمشق.
العمل الجبان الذي قامت به “إسرائيل” عمل نابع عن عجز الكيان الصهيوني، ولن يبقى دون رد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي من تحدد وقت عملية الرد وخطتها، ومن المؤكد أنها ستتم في الوقت المناسب، وبتخطيط وبأقصى قدر من الضرر للعدو بما يجعله يندم على عمله.
ومن المؤكد أنه لولا دماء الشهداء، ودماء شهداء العدوان الأخير على القنصلية لنجح التآمر والمخطط الاستكباري العالمي لتغيير العالم الإسلامي بحضور الكيان الصهیوني، ومن يدعمه من دول الطغيان والاستعمار في الغرب.
شهداء القنصلية هم شهداء جميع الأحرار في العالم
شهداء القنصلية هم ليسو شهداء إيران فحسب، بل شهداء جميع الأحرار في العالم، والمقاومة ضد الكيان الصهيوني استراتيجية دائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن تشكيل قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية قد أعطى حياة جديدة لجبهة المقاومة، حيث دخلت تيارات مقاومة للاحتلال کـ حركة “حماس” إلى الساحة وزادت قوتها على مدار الـ 30 عاماً الماضية.
الرد على جريمة الكيان بحق القنصلية وشهدائها الأبرار مطلب إنساني ودبلوماسي وشعبي، ومطلب وطني أيضاً بمعاقبة العدو الصهيوني المجرم بما يجعله يندم لإرتكابه الجريمة الإرهابية الجبانة الأخيرة في دمشق.
ولا شك أن الحرس الثوري الإسلامي سيحقق كما وعد المطلب الوطني المتمثل في إنزال عقاب يبعث الندم في العدو الصهيوني وداعمیه لارتكابهم الجريمة الإرهابية الجبانة بحق الدبلوماسية ومن كان تحت حمايتها من المستشارين الذي ارتقوا شهداء الواجب الأخلاقي والعسكري والإنساني في الدفاع عم المقدسات والأرض.
الوعد الصادق بالرد الانتقامي المحق والعادل من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران والذي هو مشروع لها تكفله القوانين الدولية، سرق النوم من أعين دبلوماسيي الكيان الصهيوني في كل أنحاء العالم، وهم يعترفون بأن الوضع مخيف للغاية ولا يعرفون إلى أين سينتهي الوضع، وهم يعيشون حالة من الخوف والرعب، وفي تخوف يعم الكيان الصهيوني من رد إيران الانتقامي.
هلع في الكيان وغضب شعبي على العدوان
خوف الكيان جعله يغلق 28 مقراً دبلوماسياً له بمختلف أنحاء العالم، بشكل مؤقت، بعد تحذيرات أمنية ومخاوف من هجمات انتقامية قد تشنها إيران بعد قصف إسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن ارتقاء شهداء رفيعي المستوى يعملون كمستشارين تحت سقف الدبلوماسية والشرعية الدولية، وضمن أرض دولة كسوريا ذات سيادة تم خرقها من قبل الكيان الصهيوني، وبذلك يكون قد ارتكب جريمة مزدوجة بحق دولتين مستقلتين تتمتعان بالسيادة الكاملة.
الكيان بدأ حالة الاستنفار في سفاراته وأخلى مكاتب تمثيله في مصر والأردن والبحرين والمغرب العربي وتركمانستان وأنقرة واسطنبول، بعد حربه على غزة، لكن بعد العملية الإرهابية في دمشق، شدد حالة الاستنفار في كافة أجهزته حول العالم أجمع، وهو يرتعد خوفاً وهلعاً.
حالة الغضب الشعبي والرسمي كانت واضحة في كافة دول العالم ضد عمل “إسرائيل” الجبان تجاه القنصلية الإيرانية بدمشق، والذي أدانه حتى الغرب الذي يدعم الكيان، ولن ننسى تنصل أمريكا من هذا الفعل القبيح، واستنكار الاتحاد الأوروبي ودعوته إيران لضبط النفس، في حين أن الكيان الصهيوني اعتدى على مكان دبلوماسي يتمتع بالحصانة الكاملة استناداً إلى اتفاقية الحقوق الدبلوماسية والقنصلية، وهذا في حد ذاته عمل لا يمكن تبريره في أي قاموس دبلوماسي، ودولي وهو يعطي الشرعية والحق لإيران بالرد بالمثل ضمن القواعد الشرعية والدولية.