هل توقف المقاومة العراقية عملياتها إن توقف القتال في غزة..؟
داما بوست-خاص:
نفذت المقاومة العراقية عدداً من العمليات ضد قوات الاحتلال الأمريكي في الداخل السوري بعد العدوان الأمريكي على ريف دير الزور الشرقي قبل أسبوع من الآن، وجاءت هذه العمليات بمثابة الرد على مزاعم واشنطن بأن القوات الأمريكية نجحت في التأثير على قدرات المقاومة العراقية القتالية، وقد كان لافتا أن تنفذ المقاومة عمليات ضد قواعد واشنطن الأساسية كـ “خراب الجير – العمر – كونيكو”، بشكل متزامن تقريبا، وهذا ما سيجعل من التصريحات الأمريكية محرجة لها أكثر من أي شيء آخر.
تعرف قاعدة “مطار خراب الجير”، باسم “قاعدة رميلان 1″، وهي أهم القواعد غير الشرعية بالنسبة لـ واشنطن في الداخل السوري، إذ توصف بأنها الأكبر، والأكثر قدرة على استقبال طائرات الشحن، وتعد النقطة الأولى التي تدخلها الشخصيات القيادية من المستوى الأول في الجيش الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية، وتكرار استهداف هذه القاعدة التي تحتوي على وسائط دفاع جوي، ورادارات، عملية تؤكد من خلالها المقاومة الإسلامية في العراق أن قدراتها القتالية مازالت على حالها، وأن ما تزعمه واشنطن من تدمير بنية تحتية للمقاومة في ضربات يوم الأمس، ليس دقيقا.
وتعد قاعدتي “العمر – كونيكو”، نقطة الارتكاز المتقدمة بالنسبة لواشنطن لمراقبة فصائل المقاومة المنتشرة في محيط مدنتي القائم العراقية والبوكمال السورية، ومن خلال عمليات الرصد المستمرة، تقوم قوات الاحتلال الأمريكي بمراقبة الطريق البرّية التي تصل بين سورية والعراق، والهدف الحدث من وصول الدعم اللوجستي من إيران إلى فصائل المقاومة، وهذا ما تسميه واشنطن بـ “محاربة الوجود الإيراني في سورية والعراق”، الأمر الذي لم يتحقق وفقاً للمعطيات، فإستمرار النشاط العسكري للمقاومة العراقية من جهة، يؤكد فشل السياسة الأمريكية في الضغط على هذا الملف.
يؤكد مصدر ميداني في حديثه لـ داما بوست، أن العمليات العدوانية الأمريكية التي نفذت بزعم الرد على مقتل جنود الاحتلال في قاعدة الركبان، كانت متوقعة، وأن إجراءات استباقية اتخذت من قبل كامل فصائل المقاومة في سورية والعراق، بما جعل تأثير الضربات التي وجهت محدو جداً ولم يمس القدرات القتالية لـ المقاومة، ولا يمكن لواشنطن أن تنهي عمل فصائل المقاومة من خلال الضربات الجوية، وهي تدرك تماماً أنه من المحتمل الانتقال إلى سيناريو المواجهة البرية معها، سواء في سورية أو العراق، وقد تكون قاعدة “التنف”، واحدة من الأهداف السهلة لعمليات التقدم البرّي.
إذا ما أصرت واشنطن على استفزاز المقاومة أكثر، والذهاب نحو المزيد من العمليات العدوانية كما يصرح مسؤوليها، فإن ضرب قوات الاحتلال الأمريكي بالعبوات الناسفة والكمائن البرّية سواء في سورية أو في العراق سيكون واحداً من الخيارات المحتملة التنفيذ من قبل المقاومة، وهذا ما سيوقع خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية وبالتالي زيادة الضغوط السياسية داخلياً على الإدارة الأمريكية لتسحب قواتها من هاتين الدولتين، لافتا إلى أن كل الاحتمالات باتت مفتوحة وأن القوات الأمريكية هي الخاسر الأكبر في حال عمدت إلى الذهاب نحو زيادة الاشتباك مع المقاومة.
إن استمرارية عمل المقاومة في ضرب القوات الأمريكية في سورية والعراق بحسب تصريحات وبيانات المقاومة مرهونة بوقف العدوان على غزة، وإذا ما أرادت واشنطن أن تزيد من عملياتها الجوية ضد فصائل المقاومة فإن الاشتباك لن يتوقف حتى إذا ما توقف القتال في قطاع غزة، فالأمر بهذا الاحتمال لا يبقى مرهوناً بغزة وحسب، بل قضية وجود وإنهاء وجود قوات الاحتلال الأمريكي في الأراضي العراقية والسورية، إذ أن هذا الوجود هو ما يحمي بقاء تنظيم داعش نشطاً سواء في البادية السورية أو البادية العراقية، والتخلص من التنظيمات التكفيرية يبدأ بإخراج داعمها المباشر المتمثل بـ قوات الاحتلال الأمريكي خاصة المتمركزة في قاعدة التنف والركبان.