خلّفت الأزمة التي عاشتها سورية ومازالت تعيشها آثار سلبية على الواقع المعيشي للكثير من العوائل، فاضطرت الكثير من الأسر لنبش القمامة لتأمين لقمة العيش وسط موجات الغلاء المتصاعدة التي طالت مختلف جوانب الحياة.
شهدت ظاهرة جمع “الفوارغ والتوالف” انتشاراً واسعاً حيث باتت تستقطب الكثير، والغريب في الأمر بأن غالبية من يمتهنها أطفال وفتية ونساء.
وتصدّرت محافظة دير الزور المركز الاول من حيث الانتشار الكبير لجمع “التوالف”، حيث احتضنت المحافظة هذه الظاهرة منذ قرابة قرن، ولها أصحاب كار كأيّ مهنة وجلّهم من خارج المحافظة، فكان يطلق على هؤلاء لقب “الحواج”.
إنَ كلمة “حواج” جاءت من جمع الحاجيات، مُقايضاً إياها حينها مقابل “العلكة” أو “السكاكر” وسواها، فيحصل هذا “الحواج” على الأدوات والمواد المُنتهية الصلاحيّة، إذ يستأجر منزلاً في أطراف المدينة يضع فيه ما يجمعه، ثم يفرزها، ولاحقاً يشحنها إلى مدينة حلب، حيث المصانع التي تستقبلها لتدويرها.
وسُمي كذلك “الدّوار” وفي اللهجة المحلية في دير الزور يسمى “أبو الدراقيع”، ومعناها الشخص الذي يدور في أماكن مختلفة ليعرض بضاعته ويبيعها بين الناس.
وعادةً ما يعبر عن كلمة “التوالف” في اللهجة المحلية في المحافظة ب “الحاجيات”، والتي تكون عبارة عن مواد تم تجميعها من كراتين وعلب بلاستيكية وخردة قديمة وأكياس وتنك وإلى ما هنالك.
ولعلّ هذه الظاهرة باتت مصدر عيش لكثير من العوائل في محافظة دير الزور، برغم آثارها الكارثية خصوصاً على الأطفال من مخاطر ومضايقات وحالات ابتزاز لمجهودهم، ناهيك عن الآثار التي تُصيب من ترك دراسته ولم يُكمل تعليمه، ومنعكساتها على المجتمع ككل.