“الفاو”.. خطة لإنقاذ وتعزيز قطاع الزيتون في سوريا
أكدت مساعدة ممثل منظمة «فاو» (منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة) في سوريا الدكتورة هيا أبو عساف، أن القطاع الزراعي في سوريا يُعد مصدر رزق لأكثر من 45% من السكان، مما يجعل دعمه وتعافيه أولوية قصوى لضمان الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد
استراتيجية وطنية للنهوض بالزيتون وتحسين جودة زيته
أوضحت أبو عساف في تصريح لصحيفة “الحرية” السورية، أن منظمة «فاو» تولي قطاع الزيتون في سوريا اهتماماً خاصاً، حيث عملت على إعداد تحليل شامل لسلسلة القيمة الخاصة بالزيتون، وصياغة استراتيجية وطنية تهدف إلى النهوض بالإنتاج وتحسين جودة زيت الزيتون ومنتجاته وتتمتع المنظمة بأدوات فنية لرفع مستوى الإنتاجية والنوعية، وأدوات لتمكين المجتمع المحلي والنساء اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً لضمان استدامة القطاع على المدى الطويل
خطة طوارئ لمواجهة الحرائق والجفاف ونظام للإنذار المبكر
كشفت مساعدة ممثل «فاو» عن إطلاق خطة الطوارئ والتعافي المبكر (2025–2028) لتقديم مساعدات عاجلة للمزارعين، تشمل توزيع الشتول والبذار والأعلاف لتمكينهم من تجاوز الصدمات ومواصلة الإنتاج وتعمل المنظمة على تدخلات متوسطة وطويلة الأمد لإحياء المنظومة الغذائية الوطنية كما أكدت على أهمية نظام الإنذار المبكر لمواجهة آثار الجفاف والحرائق باتخاذ إجراءات استباقية واستجابات سريعة
جهود وزارة الزراعة: إعادة تأهيل الزيتون والتصدير ضرورة استراتيجية
من جهتها، أكدت المهندسة عبير جوهر، مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، أن الوزارة تعمل على وضع استراتيجية لإعادة تأهيل زراعة الزيتون، خاصة في المناطق المتضررة من الأزمات والتعديات، عبر دعم المزارعين المهجّرين لمساعدتهم على العودة إلى أراضيهم، بالتعاون مع المنظمات الدولية وتغطي شجرة الزيتون، وهي من الركائز الأساسية في القطاع الزراعي، ما يقارب 679 ألف هكتار وتضم أكثر من 101 مليون شجرة
تراجع الإنتاج بسبب المعاومة والتغيرات المناخية وارتفاع التكاليف
بيّنت جوهر أن محصول الزيتون لهذا العام شهد تراجعاً ملحوظاً في الإنتاج يُقدّر بنحو 40%، ليبلغ المتوقع حوالي 412 ألف طن من الزيتون، منها 20% لزيتون المائدة، وينتج ما يقارب 65 ألف طن من زيت الزيتون ويُعزى التراجع إلى ظاهرة المعاومة (التناوب الطبيعي في الإنتاج) وارتفاع التكاليف الزراعية التي أعاقت عمليات التقليم والتسميد، وإلى التغيرات المناخية المتمثلة بفترات جفاف ودرجات حرارة مرتفعة بعد الإزهار، مما أثر سلباً على عقد الثمار
الكمية تكفي الاستهلاك المحلي والتصدير ضروري لدعم الصناعات
أكدت مديرة مكتب الزيتون أن الكمية المنتجة من زيت الزيتون كافية لتغطية الاحتياجات المحلية، لكنها شددت على أهمية الاستمرار في التصدير إلى الأسواق الخارجية رغم التحديات، للحفاظ على حضور الزيت السوري في الأسواق الدولية ولدعم الصناعات المحلية المرتبطة به وأشارت إلى أن الوزارة مستمرة في التعاون مع المنظمات الدولية لتوفير الدعم الفني والمالي للمزارع واستخدام التقنيات الحديثة
اقرأ أيضاً:المصرف الزراعي يغلق أبوابه: قطاع الزراعة في سوريا يتهاوى تحت عبء تجميد القروض
اقرأ أيضاً:موسم الزيتون في شمال سوريا نصف الإنتاج وأسعار تتجاوز القدرة