بريطانيا ترفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع بعد قرار مجلس الأمن
أعلنت بريطانيا رسميًا رفع العقوبات عن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، بعد قرار مجلس الأمن الدولي رفع القيود المفروضة عليه وعلى وزير الداخلية أنس الخطاب، وذلك بموافقة 14 دولة وامتناع الصين عن التصويت، التي اعتبرت القرار “لا يخدم استقرار سوريا”.
الشرع: “القرار خطوة في الاتجاه الصحيح”:
رحّب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بقرار مجلس الأمن، مؤكدًا أنه يمثل خطوة إيجابية نحو إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي.
وقال الشرع في مقابلة مع صحيفة الشرق خلال مشاركته في قمة المناخ (COP30) بالبرازيل: “هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة يجمع فيها مجلس الأمن على شيء، والحمد لله أنه كان شيئاً متعلقاً بسوريا”.
وأضاف أن القرار يعكس توافقًا دوليًا نادرًا بين قوى كبرى كانت على خلاف طويل بشأن الملف السوري، مؤكدًا أن “سوريا بدأت تستعيد دورها الإقليمي والعالمي بما يخدم مصالح الجميع”.
وأشار الرئيس السوري إلى أن المملكة العربية السعودية لعبت دورًا محوريًا في دعم القرار، إلى جانب تركيا وقطر والإمارات والأردن، كما أسهمت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا في تمريره، بينما قدمت واشنطن بقيادة الرئيس دونالد ترامب دعمًا حاسمًا لتحقيقه، بينما شاركت روسيا والصين بـ”دعم إيجابي” في هذا الاتجاه.
زيارة مرتقبة للبيت الأبيض وملفات التعاون مع واشنطن:
وتحدّث الشرع عن العلاقات السورية – الأميركية، مشيرًا إلى أنه يسعى إلى “البدء بالفعل لا بالشعارات”، في إشارة إلى طيّ صفحة الجمود السياسي الذي طبع علاقات البلدين لعقود.
وأكد أن زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض، المقررة يوم الاثنين المقبل (10 أيلول/سبتمبر)، ستركّز على بحث مستقبل التعاون الاستراتيجي بين دمشق وواشنطن، لافتًا إلى أن الموقع الجغرافي لسوريا يمنحها أهمية خاصة في أمن المنطقة واستقرارها.
وقال الشرع: “العلاقات مع الولايات المتحدة تحتاج إلى دراسة دقيقة وتفاصيل كثيرة من النقاش، لكننا نؤمن بأن الحوار هو الطريق الأقصر لتحقيق المصالح المشتركة.”
العلاقات السورية – السعودية… نحو شراكة أمنية واقتصادية:
وفي حديثه عن العلاقات بين دمشق والرياض، أكد الرئيس الشرع أن “ما حدث في سوريا يصب في مصلحة السعودية ودول المنطقة ككل”، مشيرًا إلى أن البلدين بدآ مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي تقوم على “الاستثمار في الأمن المشترك”.
وأضاف: “سلامة سوريا من سلامة المملكة، وسلامة المملكة من سلامة سوريا، والتقارب الشعبي بين البلدين يمثل أعظم استثمار في مستقبل المنطقة.”
وأوضح الشرع أن سوريا الجديدة تسعى لبناء علاقات متوازنة مع جميع الدول العربية والدولية، بعد ستة عقود من العزلة التي فرضها النظام السابق.
سوريا تستعيد موقعها الإقليمي:
وأشار الرئيس السوري إلى أن الأشهر العشرة الماضية مثّلت بداية تاريخ جديد للمنطقة مع “ولادة سوريا الجديدة”، مؤكدًا أن بلاده بدأت استعادة مكانتها الإقليمية والدولية عبر الدبلوماسية والانفتاح السياسي.
وشدد الشرع على أن “الوضع الطبيعي هو أن تكون لسوريا علاقات متوازنة مع الجميع”، معربًا عن ثقته بأن رفع العقوبات الدولية سيتيح “فرصًا حقيقية للنهوض الاقتصادي وإعادة الإعمار وبناء الشراكات الإقليمية”.
إقرأ أيضاً: الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا.. عقدة أمنية بين دمشق وبكين
إقرأ أيضاً: مجلس الأمن يرفع العقوبات عن أحمد الشرع ووزير داخليته والصين تمتنع عن التصويت