الجيش الصهيوني بين مطرقة حزب الله في الجنوب وسندان المقاومة في غزة
بوح المقاومة في الجنوب له صمت وصخب يفتت الحجر الصوان، ودوي الرصاص وصوت الصواريخ يجدد العهود بالنصر، وبأغنية الغد الجميل بأصوات آبائنا، وأمهاتنا الذين صدقوا الوعد
داما بوست- خاص| أنظر إليهم مليا، حدِّقْ جيداً في وجوههم الخائفة، أمعن النظر في مظهرهم وطرق انتحارهم، وجرب أن تبحر قليلاً في عيونهم التائهة، ستعرف عندها حتماً أنهم يرزحون بين مطرقة حزب الله في الجنوب وسندان المقاومة في غزة، جنود من جيش الاحتلال يندفعون إلى الوراء، وستدفعك إلى الأمام رؤيا الاندحار الصهيوني، والمقاومة غارسة للنيران في لحم العدو، شوكة في العين الصهيونية من الجنوب، وطعنة من خنجر مقاوم في “تل أبيب” ورصاصة من مسافة صفر تخرج من رحم غزة فترديهم، وتمسح العيون الباكية، عيون مطفأة بسبب البرد والجوع، واليتم القاهر، من أطفال ونساء وشيوخ سحق الاحتلال آدميتهم لكنهم واثقون بمقاوماتهم على امتداد ساحات المعارك من الجنوب إلى الشمال حتى غزة هاشم معرية حقيقة الوضع، وكاشفة ترهات السياسة، والخداع، والأكاذيب الغربية وجولات الدبلوماسية الأمريكية المضللة للحقائق.
بوح المقاومة في الجنوب له صمت وصخب يفتت الحجر الصوان، ودوي الرصاص وصوت الصواريخ يجدد العهود بالنصر، وبأغنية الغد الجميل بأصوات آبائنا، وأمهاتنا الذين صدقوا الوعد، وصبروا ليروا صباحاً مشرقاً يحمل إليهم البشرى، وسبيل الكرامة، ومشوار الحق، وطمر الماضي الوبيل، ماضي الاحتلال البغيض.
ومن أيام ولا تزال عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” مشتعلة ويزيد الحزب وقودها يومياً فيستهدف القواعد الجوية، والاستخباراتية ومناطق صناعية تابعة لجيش الاحتلال في عكا، وحيفا ، وصفد، و”تل أبيب” ، فقاعدة “رامات دافيد” الجوية، وهي القاعدة الأكبر لجيش الاحتلال في المنطقة الشمالية، وقاعدة “غليلوت” الذراع الاستخباري لجيش الاحتلال، كانت تحت مرمى الضربات النارية القوية للحزب اللبناني.
انظر إليهم طويلاً، كيف يتناحرون ويقتلون بعضهم سياسياً وعسكرياً، عبر الانقلابات والإقالات لتعرف سيدهم الديكتاتور المستبد بالسلطة، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يضحي في سبيل الحفاظ على سلطته في الكيان بأي شيء، وهو يضحي بجنوده في الجنوب والشمال، وفي شوارع غزة، وفي عيون جيش الاحتلال ترى أن نظرتهم المنطفئة، ونشاطهم الفاتر، وإبطائهم في الحركة، دليل على عجزهم أمام المقاومة في لبنان وفلسطين، هم فقط قادرون على الإغارة على المنازل والسكان وتدمير الأرض وقتل الإنسانية في إدانة ما بعدها إدانة لهم ولقبحهم في إدارة المعارك من بوابة المدنيين بعيداً عن ساحة القتال.
يرسل حزب الله يومياً عبر عملياته النوعية وصواريخه رسالة واضحة لقادة كيان الاحتلال بأن فرض تسوية بالقوة، ووفق رؤيتهم في لبنان غير ممكنة، وأن حزب الله لديه من القدرات العسكرية ما يمكنه من تصعيد حدة المواجهة مع الكيان الإسرائيلي والانتقال إلى مراحل متقدمة قد تخرج حتى عن حسابات قادة الاحتلال الإسرائيلي.
مرحلة إيلام جيش الاحتلال تظهر في تزايد عدد قتلاه في أرض المعركة، وأية مفارقة هذه؟ وأي تناقض واضح وفاضح لمضي حكومة الاحتلال في الاستمرار في المعارك الميدانية الفاشلة، وتوجه جيشها إلى وحل الموت، في لبنان وغزة، وتستهدف المدنيين، وتضغط على أزندة بنادق خاوية وفارغة، وترفض وقف النار في غزة، وأي تدبير سياسي يوقف الحرب في الواقع ورؤية العين، ويتبلور في شكل واقعي فحواه أن الميدان للمقاومة وعلى الاحتلال التوقف عن قتل المدنيين بشكل صارخ ومخالف للقوانين الإنسانية والدولية.
وسوف يهجم في نفس المقاوم الأصيل عنفوان القوة وهو يدك نفس كل جندي من جنود جيش الكيان الدخيل على الحضارة والإنسانية، وسيكتب حزب الله الذي وُلِدَ وهو يحمل معه هموم الوطن ودفع الاحتلال عن أراضيه عناوين الأصالة المعاصرة.
ويبقى التفسير الوحيد لسلوكيات الاحتلال في القتل والتدمير غير المتحكم فيها، بفعل الحقد الدفين، هو الفشل، كل الفشل والإخفاق في ميدان المعارك ولهذا نرى الضيق في صدره، وعناده ولجاجته اللامبررة في المضي قدماً في عمليات القصف وتفتيت الإنسانية بالصواريخ الذكية.
ويبقى القول للساسة الأمريكيين، لماذا تصرون على الكلام عوضاً عن العمل، وعلى الدبلوماسية الخشبية المتحجرة لصالح قضايا العرب والمسلمين؟، وتسامحون وتدعمون الفاسدين والمفسدين، في الأرض لصوص المال والإنسانية، والأرض، بما لا يقاس بأي دعم، ولرئيس حكومة الاحتلال، إمعاناً في ترك الحبل له على غاربه لقتل المزيد من المدنيين في غزة ولبنان.
الأيام القادمات ستكون رافعة الكلام ، وستكون رافعة النصر للمقاومة كما كانت أيام تموز الحارة، وستكون أيام الشتاء القادمة برداً وسلاماً على المقاومات وأهلها، وزمهريراً على الأعداء.