“لاكروا” الفرنسية: إعادة الإعمار في حمص تسير ببطء وغضب بسبب نقص المساعدات
قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن عملية إعادة الإعمار في سوريا، وتحديداً في مدن مثل حمص، تجري حاليًا بجهود السكان العائدين على الرغم من تباطؤها الشديد ونقص المساعدات، وهو ما يثير غضباً متزايداً. وبحسب الصحيفة، عاد مليون سوري إلى البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وانطلق التقرير، من قصة أسماء بكر، التي عادت من لبنان إلى حي بابا عمرو المدمر في حمص. بعد يومين فقط من عودتها، بدأت أسماء بطلاء جدران شقة استأجرتها في معقل المعارضة السابق. فقد دُمر منزلها القديم بالكامل، وحصلت الآن على ثلاثة أشهر إيجار مجانية مقابل ترميم الشقة، وبعدها ستدفع ما يعادل 100 دولار شهرياً، مقارنة بـ 20 دولاراً كانت تدفعها لاستئجار خيمة في عرسال بلبنان.
واقع حي بابا عمرو
ذكرت التقرير أن حي بابا عمرو كان مسرحاً لأحد أشد الفصول دموية في السنوات الأولى من الحرب السورية التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون وشردت 13 مليوناً. وما زالت شوارع الحي مليئة بالركام والمباني المدمرة والهياكل الخرسانية الفارغة.
في فبراير/شباط 2012، شهد الحي حصاراً وقصفاً مكثفاً أدى لمقتل حوالي 700 مدني، بينهم الصحفية الأميركية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك.
يقول المهندس سامر الجوري، وهو الآن رئيس لجنة السكان في الحي، إن النظام قام لاحقاً بـ “تدمير كل شيء بالجرافات” بعد انتهاء القصف والحصار. ويضيف محمد عباس، الذي يساعد في تسجيل العائلات العائدة، أن استسلام بابا عمرو أعقبه عملية “التعفيش”، وهو نهب منظم لما تركه السكان، ويُقال إن الفرقة الرابعة من الجيش السوري التابعة لـ ماهر الأسد (شقيق بشار) هي من قامت به، مشيراً إلى أنه “حتى أنظمة الصرف الصحي تم صب الإسمنت فيها”.
جهود الأهالي وتحديات التمويل
منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، عاد حوالي 3000 عائلة (15 ألف شخص تقريباً) إلى بابا عمرو، حيث يعمل الجميع على إعادة بناء منازلهم، ويعتمدون في الغالب على الموارد العائلية الخاصة. ويواجه برنامج الأمم المتحدة للسكن، الذي يقدم مساعدات مالية، مشكلة في أن مساعداته تتطلب مستندات ملكية قانونية، مما يحد بشكل كبير من عدد المستفيدين.
يقول سامر الجوري إن الأضرار في بابا عمرو تُقدر بأكثر من 100 مليون دولار، مشيراً إلى أن البلدية “لا تملك ميزانية لإصلاح رصيف، فكيف لها أن تعيد الإعمار؟”.
المبادرات الخاصة: رغم ذلك، بدأت مبادرات تمويل خاصة، حيث جمعت مبادرة “حمص” حوالي 13 مليون دولار للمنطقة.
التمويل الحكومي: على المستوى الوطني، أطلقت الدولة “صندوق التنمية السوري”، ووعدت بجمع 61 مليون دولار، لكن الصحيفة تشير إلى أن ما جُمع فعلياً لا يتجاوز 746 ألف دولار.
ويقوم المتطوعون من السكان بإزالة الركام من الطرق الرئيسية، وإعادة تشغيل جزء من الإنارة العامة، وحفر آبار مياه جديدة. ويؤكد الجوري: “نقوم بكل شيء بأنفسنا”، مشدداً على أن 90% من عملية إعادة الإعمار تتم عبر مبادرات خاصة، وأنه “يجب علينا إيجاد وسائل لدعم عودة السكان”.
اقرأ أيضاً:زيارة الشرع إلى نيويورك ضجيج دبلوماسي في الخارج وتعقيدات بلا حلول في الداخل: سورية إلى أين؟
اقرأ أيضاً:بلياردو أم رسالة سياسية؟ ظهور جديد لأحمد الشرع يثير انقساماً حاداً في الشارع السوري