عام على “الطوفان”.. حين صدمت المقاومة الاحتلال وكسرت شوكته في ساعات معدودة
آلاف الصواريخ تخرج دفعةً واحدةً ودون مقدمات من كل مكان تدك الكيان الإسرائيلي في كل مواقعه، لاريب أنه مشهد كبير ترفع له القبعة
داما بوست- خاص| في صبيحة السابع من أكتوبر أشرقت الشمس صفراء عاصبة الجبين بلون وشكل جديد لم يألفه كيان الاحتلال من قبل، ولا حتى ما يحدث في أفلام “الأكشن” يمكن أن يصل لتلك المشاهد البطولية والمثيرة التي وصلت إليها احترافية إخراج “الطوفان” بصواريخ خرجت دفعة واحدة لتكتب سيناريو خاص ومذهل كان عنوانه كسر شوكة الاحتلال.
آلاف الصواريخ تخرج دفعةً واحدةً ودون مقدمات من كل مكان تدك الكيان الإسرائيلي في كل مواقعه، لاريب أنه مشهد كبير ترفع له القبعة، وتتطأطئ له الرؤوس في الكيان وترفع به هامات المقاومين على امتداد الجغرافية في المنطقة وخارجها.
صواريخ المقاومة صالت وجالت في سماء فلسطين المحتلة وأخرجت التعب من جسد غزة وما حولها، ومع ذلك كانت الصواريخ هي الهدوء الذي سبق عاصفة الطوفان، فبعد هدوء الصواريخ عصفت رياح المقاومة وبدأت عملية اجتياح كبير وواسع لمقاتلي كتائب القسام لعشرات المواقع الإسرائيلية بمنطقة غلاف غزة.
ماحدث كان على رؤوس الأشهاد، وانتشر كالنار في الهشيم على قنوات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بشكل صدم الاحتلال، فما جرى لم يكن تسللاً لأنه لم يحدث سراً، بل كان اجتياحاً وطوفاناً حقيقياً وفي وضح النهار، أن ترى مقاتلين من كتائب القسام يتجولون في شوارع المستوطنات الإسرائيلية والمواقع العسكرية المحصنة من كل رادارات التكنولوجيا والتقنية.
الطوفان والمد القسامي المقاوم كسر شوكة وهيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، التي طالما تشدق بها جنود العدو، وبدأت المواقع والمستوطنات الإسرائيلية تتساقط في أيدي أبطال المقاومة بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، بعدها خرج القائد العام للمقاومة محمد الضيف، ليعلن انطلاق عملية “طوفان الأقصى”.
الطوفان لم يكن عملية عابرة أو صغيرة محدودة، بل كان عملية كبيرة ذات بعد إستراتيجي عميق تم التخطيط لها بعناية كبيرة ودقة، وهذا الأمر أخرج الاحتلال عن طوره ولم يستوعب ما حصل وضاعت الأسئلة التي تقول أين كانت استخبارات وتكنولوجيا “إسرائيل” قبيل لحظة الاجتياح والطوفان في رابعة النهار، وأين الجيش الذي لا يقهر، والقباب الحديدية والمعلومات الاستخباراتية، وأين وأين..؟.
طوفان الأقصى شكل صدمة لكيان الاحتلال لم يستفق منها حتى هذه اللحظة، وهو في نجاحه يرسخ الدلالة ويؤكد على فشل استخباري غير مسبوق لجيش الاحتلال، وبدا ذلك واضحاً في غياب أي رد فعلٍ إسرائيلي على الاجتياح الفلسطيني لمدة 4 ساعات كاملة فصلت بين بداية عملية الطوفان وأول طلعة جوية إسرائيلية جنونية وهمجية على المدنيين العزل في قطاع غزة.
كان يوم الطوفان علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني وبه خرجت المقاومة عن نطاق العمل العسكري المحدود ضد السياج الأمني الإسرائيلي إلى اجتياح المناطق كافةً والسيطرة الفعلية على قرى ومدن محيطة بالقطاع وعلى هذا المدى الواسع يقلب معادلة الردع بشكل كامل في المنطقة.
ولا شك أن انهيار منظومة الردع الإسرائيلية بهذا الشكل الدراماتيكي الذي يشبه حجارة الدومينو يدل على خلل عميق في بنية المنظومة الردعية الصهيونية، وظهرت بخلاف ما كان الاحتلال يروج لها في المنطقة والعالم، وهذا يفتح الباب على مصراعيه للشك في قدرات الكيان الحقيقية على الردع والثبات في ميدان القتال، وبعد مضي عام اتضح أن الاحتلال بالفعل فشل في الميدان العسكري وراح ينهال بالقنابل المدمرة على المدنيين والمنازل في القطاع دون إحراز أي نصر عسكري في الميدان بمواجهة المقاومة.
الطوفان أوقع عدداً كبيراً من الأسرى الإسرائيليين الأحياء في قبضة المقاومة، وهي ورقة كبيرة في المفاوضات لوقف حصار غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في مفاوضات تختلف عما سبقها، وهي لا تزال تمتلك هذه الورقة التي تؤرق الاحتلال والمستوطنين ورئيس حكومة العدو على حد سواء.
والمقاومة حريصة على نشر صور الأسرى وهم أحياء باستمرار في هذه المرحلة، بحيث تمنع “إسرائيل” من تجاهلهم كما فعلت مع الأسرى الموجودين لدى المقاومة منذ سنوات، كما أن المقاومة تنشر صور القتلى منهم بنيران وقصفق الاحتلال، في سلوك ذكي للضغط على داخل كيان الاحتلال.
أهم نتائج الطوفان الكبير هو فكرة الردع الإسرائيلي التي تحطمت صباح الاجتياح البطولي، ولا يمكن ترميمها بشكل كامل بعد هذه الهزيمة المذلة، فجيش الاحتلال لم يسبق له أن تعامل مع هذا المستوى من المد المقاوم في فلسطين وليس خارج حدود الأراضي المحتلة.
اقرأ أيضاً: حصيلة عمليات المقاومة في الضفة الغربية منذ طوفان الأقصى