نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقالاً قدمت فيه رؤية مستقبلية لواقع الكيان بحال استمر في اغتيالاته وعدوانه على لبنان وقطاع غزّة، معتبرة أنه قد يشعل منطقة الشرق الأوسط كلها ضدّه؛ لأنّ منطق القوة والبطش الذي يعتمده “يشدد التطرف” بحسب تعبيرها.
وانتقدت المقالة جرائم الكيان بقولها: “الهجمات كلها والتفوق العسكري والاستخباري الذي يبديه الكيان، لن يغير واقع الشرق الأوسط بالقوّة، بل قد يخلق له، في المدى القصير، صورة دولة قوية في المنطقة تحمي مصالحها وأمنها، ويمكنه مواصلة قمع الفلسطينيين من خلف هذه الصورة، ببناء مزيد من المستوطنات في الضفّة الغربية، وربما في شمال قطاع غزّة، ومهاجمة لبنان وسورية، معتقداً أن العالم العربي ساذج وعديم المبادرة، نظرية كهذه هي بالضبط مفهوم كارثة أخرى”.
وأردفت: “بفعل هذه الكارثة ستنشأ كراهية أخرى، وستشتعل نار الثأر، التاريخ مليء بالأمثلة، لكن يكفي فحص ما حصل في 6 أكتوبر 1973، حيث أجبر الكيان في النهاية على التنازل عن سيناء لتهدئة الجبهة الأكثر تحدياً في العالم العربي.”
اقرأ أيضاً: “إسرائيل” تكشف خسائرها في العام الأول من عملية “طوفان الأقصى”
وتابعت: “بعد تسع سنوات، في 6 حزيران 1982 اجتاح الكيان لبنان، وصل حتى بيروت، وسعى لاتفاق منفرد برئاسة بشير الجميل، قُتل الرئيس واندثر الحلم، وبعد بضع سنوات، علق الكيان في الانتفاضة الأولى، ما هيأ لمبادرات أوسلو ومدريد.”
وشددت المقالة على أن كلّ تهدئة لم تنشأ إلا بعد أن فهم الكيان ضرورة الحديث مع الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه، وذلك لأن القمع والتصفيات لم يغير الواقع، مؤكدة أن عدم الاعتراف بالقيادة الفلسطينية والرغبة في خطوة من طرف واحد يعزز قوة المقاومة الفلسطينية.