أظهرت صور جوية حديثة لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) من الأقمار الصناعية لـ محور فيلادلفيا يظهر فيها مجموعة من الإجراءات الاستفزازية التي قام بها الاحتلال.
ويبدو أن ثمة رفض فلسطيني على التعامل مع الأمر الواقع الذي يريد أن يفرضه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في محور فيلادلفيا، وكذلك هناك رفض مصري وعربي، وعالمي بما في ذلك وسط الحلفاء الغربيين، والأمريكان أنفسهم غير مرتاحين لذلك، ومقترحاتهم المقدمة ما زالت تتضمن انسحابا إسرائيلياً من المحور، ويرون أن خطاب نتنياهو أفشل كل المفاوضات.
ماذا فعل الاحتلال في محور فيلادلفيا؟
وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي في الفترة ما بين (26 أغسطس – 5 سبتمبر) برصف طريق رئيسي واسع له مساران ويمتد لمسافة 6.5 كيلومتر في منطقة محور فيلادلفيا.
ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم المنازل القريبة من محور فيلادلفيا وقام بتسوية بلدة كاملة قريبة من ساحل البحر ويستخدمها حالياً كقاعدة عسكرية.
وبرز الحديث في الشهرين الماضيين حول الإصرار الإسرائيلي على الاحتفاظ بالسيطرة على معبر رفح ومحور فيلادلفيا الفاصل- الواصل بين قطاع غزة ومصر، كقضية رئيسية في المفاوضات لعقد صفقة بين الاحتلال الإسرائيلي و”حماس”.
وسعى نتنياهو لتضخيم أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا، ووصل ذلك ذروته في مؤتمر صحفي تحدث فيه ستين دقيقة مدافعاً عن الأهمية الاستراتيجية للبقاء هناك، معتبراً إياه “صخرة وجود” للاحتلال، وأنه كان أنبوب الأكسجين لحماس، وأن تحقيق أهداف الحرب يمر عبر السيطرة على هذا المحور، وأنه لن ينسحب منه، وأن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي سيدير الأمن في قطاع غزة ما بعد الحرب وسيمنع التهريب.
ولم يُجب نتنياهو عن سبب البروز المفاجئ للأهمية الاستراتيجية للمحور، إذ إنه لم ينتبه له إلا في الشهر الثامن للحرب، بالرغم من وجود وزراء أثاروا الأمر في اليوم الأول، بحسب ما ذكر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق آيزنكوت.
إقرأ أيضاً: معركة إسرائيلية مصرية محتدمة حول محور فيلادلفيا.. 8 أبراج مراقبة للاحتلال ومصر ترفض
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد اختصر حقيقة الموقف الإسرائيلي بأن ما يهم نتنياهو ليس محور فيلادلفيا، وإنما محور بن غفير- سموتريتش، بمعنى أن موضوع المحور ليس مسألة استراتيجية، مرتبطة بالمصالح العليا والأمن القومي، وإنما هي مسألة تكتيكية مرتبطة ببقاء الحكومة الإسرائيلية واستمرار نتنياهو في منصبه، باعتباره مرتهناً في ذلك للصهيونية الدينية التي يقودها بن غفير وسموتريتش.
ولذلك، فبالنسبة لإيهود باراك، رئيس وزراء ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، فإن فيلادلفيا كما يقول: “ليست صخرة وجودنا، بل هي الدوران الأجوف لمقامر قهري يقامر بحياة المواطنين الذين تخلى عنهم.”