داما بوست- عمار ابراهيم| تواجه تربية النحل في حمص صعوبات كبيرة مع مرور سنوات الأزمة، ما دفع العديد من مربي النحل للعزوف والابتعاد عن هذا القطاع والتوجه إلى قطاعات ذات مردود مادي أفضل.
وتتلخص معاناة مربي النحل في المحافظة كما في كل سوريا بمشكلة عدم وجود تصريف للعسل المنتَج بسبب غلاء الأسعار، وضعف القوة الشرائية للمواطنين العاجزين عن شراء أبسط المواد الأساسية.
وأشار “محمد” (نحّال من قرية تنورين بريف حمص الغربي) خلال حديثه لـ داما بوست، إلى ملخص الصعوبات التي يواجهها في عمله، وبالإضافة إلى صعوبة التصريف، فإن ارتفاع سعر المحروقات عامل آخر يعد من أبرزها
وتابع محمد أن “عدد مربي النحل تراجع خلال الأعوام الماضية ووصلت نسبة العازفين دعن التربية إلى 50% على مستوى المحافظة لأسباب عديدة أهمها ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل عام من أجور نقل خلال فترات المراعي وارتفاع أسعار الخلايا الخشبية والمواد الأولية والأدوية وحدوث حالات سرقة للخلايا في بعض المناطق”.
إقرأ أيضاً: مديرة تنمية الريف: إقبال على مشاريع تربية النحل
بدوره، قال “غدير” (نحال) إن “المواطن يشتكي ارتفاع أسعار العسل لكنه لا يعرف قيمة التكاليف التي نتكبدها في رحلة الإنتاج الطويلة، من شراء المناحل ونقلها إلى الأراضي الزراعية وارتفاع سعر كيلو السكر الذي نطعمه للنحل في أوقات معينة”.
وبين النحال سعر كيلو العسل يتراوح ما بين 100 ألف 200 ألف حسب نوعه والزهرة التي تغذت عليها النحلة، إلا أن ضعف الرواتب وتراجع الطلب بشكل كبير دفعنا للبيع بخسارة، حيث أنني بعت 2 كيلو بمبلغ 100 ألف ليرة، وهي تعادل قيمة التكلفة، ما جعلني خاسراً كوني دفعت أجور النقل وباقي المستلزمات.
من جهتها، قالت رئيسة دائرة الوقاية بزراعة حمص الدكتورة محاسن السليمان لـ “داما بوست” إن “الدائرة تلعب دوراً هاماً في متابعة أمور النحالين في المحافظة من خلال تنظيم الدورات في مركز التدريب والتأهيل واللقاء بهم والاستماع لاستفساراتهم حول تربية النحل وأمراضه وكيفية معالجتها بأفضل الطرق والحد منها قدر الإمكان”.
وتابعت “السليمان” أنه يتم القيام بجولات ميدانية مستمرة للقاء النحالين من خلال الارشاديات الزراعية وتقديم الإرشادات والنصائح الضرورية حول تربية النحل”.
وبينت الدكتورة سليمان أن “أعداد النحالين في المحافظة يبلغ حوالي 11000 نحال”، مؤكدة أن أسعار العسل الرائجة في الأسواق وسطياً تصل إلى 125 ألف ليرة للكيلو الغرام الواحد والاعتماد على المخابر في جامعة البعث لتحليل العسل للتأكد من جودته.
وتحدثت “السليمان” عن طرق العلاج للأمراض التي تصيب النحل ومنها مرض “النوزيما” الذي يعالج عن طريق إضافة منقوع النباتات العطرية كالشيح أو الزعتر البري مع التغذية إضافة إلى مرض طفيل الفاروا والذي يكافح بشكل دوري عن طريق إجراء الاختبار لتحديد شدة الإصابة بالشرائح الصينية (الفلوفلينات) أو شرائح الزيوت العطرية.
يذكر أن محافظة حمص احتلت في السابق مرتبة متقدمة في إنتاج العسل بمختلف أنواعه، لكن الكميات تراجعت مع تعاقب سنوات الأزمة، ما يهدد بفراغ القطاع من المربين، وسط مطالبات موجهة للمعنيين بمساعدة من تبقى منهم.
إقرأ أيضاً: وزير الزراعة: تطوير مهنة تربية النحل وتقديم كل ما يلزم للحفاظ عليها