عودة قطار حلب – حماة إلى الخدمة بعد 13 عامًا من التوقف
انطلقت أولى الرحلات التجريبية لقطار الركاب بين مدينتي حلب وحماة، في السادس من آب الجاري، بعد توقف استمر لأكثر من 13 عامًا نتيجة النزاع المسلح الذي شهدته البلاد منذ عام 2011.
وأعلنت مجموعة “ترين سيت”، الجهة المشغّلة للقطار، أن إعادة التشغيل جاءت ثمرة عمليات صيانة شاملة شملت القطارات والبنية التحتية للخط، وفق ما صرّح به رئيس المجموعة محمد حمزة أبرم لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، واصفًا الخطوة بـ”الإنجاز الكبير” بعد سنوات من التعطيل.
وأوضح حمزة أن الخط يشكل جزءًا من رؤية أوسع لإحياء شبكة السكك الحديدية السورية، وربطها مستقبلًا بشبكة السكك التركية عبر مدينة غازي عنتاب، رغم التحديات التي تعيق هذا التوسع، وعلى رأسها نقص الكوادر الفنية وقطع الغيار.
ويبلغ متوسط سرعة القطار على هذا المسار 160 كيلومترًا في الساعة، وقد جُهّز بأنظمة تكييف ومرافق خدمية تشمل مقصفًا داخليًا لتأمين راحة الركاب.
من جانبه، أشار محمد خير عبد السلام، معاون رئيس المركز في حلب، إلى أن ورشات الصيانة عملت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على تأهيل القطارات المتوقفة وإصلاح البنية الكهربائية والميكانيكية للخط، في إطار خطة أوسع تشمل تجهيز خطوط أخرى.
وذكر عبد السلام أن التشغيل الحالي يقتصر على خط حلب – حماة، على أن تتبعه خطوط جديدة باتجاه حمص ودمشق واللاذقية، بالإضافة إلى المنطقة الشرقية.
أضرار جسيمة وتحديات متراكمة
كان خط حلب – حماة قد خرج عن الخدمة في عام 2012، بعد أن طالت أضرار جسيمة بنيته نتيجة المعارك التي شهدتها مناطق مثل أبو الظهور (إدلب)، خطاب (حماة)، ومشرفة المريج (ريف حلب). وشملت الأضرار تدمير السكة، وتخريب المحطات، وسرقة العربات ومخازن الصيانة، إلى جانب غياب الوصول الفني إلى مواقع الإصلاح.
ورغم تصريحات رسمية سابقة عن نية إعادة تشغيل الخط، ظل الخط معطّلاً طيلة أكثر من عقد، نتيجة فقدان السيطرة الإدارية والتقنية على أجزاء واسعة من مساره، وخاصة في ريفي حماة وإدلب.
وبحسب تقديرات رسمية نقلتها وكالة “سانا”، فقد تجاوزت أضرار قطاع السكك الحديدية في سوريا منذ عام 2011 مبلغ 1.5 مليار دولار، وكانت محافظة حلب الأكثر تضررًا بنسبة تصل إلى 55% من تلك الخسائر.
شبكة تمتد على 2500 كيلومتر
تمتد شبكة السكك الحديدية في سوريا على مسافة تقارب 2500 كيلومتر، وتُستخدم في نقل الركاب، إضافة إلى نقل الوقود إلى محطات الطاقة، والحبوب إلى الصوامع، والغاز والمشتقات النفطية والحاويات بين المرافئ البحرية والجافة.
وتأمل الجهات المشغلة أن تساهم إعادة تشغيل الخط في تعزيز ربط المحافظات السورية، وتنشيط حركة نقل البضائع والركاب، وسط تحديات مستمرة تتعلق بالبنية التحتية والموارد المتاحة.
اقرأ أيضاً:في قصر الشعب: 14 مليار دولار استثمارات تشمل مترو وأبراج
اقرأ أيضاً: إعادة إعمار إدلب: المحافظ يكشف عن أرقام ضخمة لمشاريع خدمية وتأهيلية