حيرة الأم: كيف تفرقين بين مرض طفلك الحقيقي وادعائه الذكي؟
حيرة الأم … كيف تعرفين أن طفلك مريض حقاً أم يتظاهر بالمرض؟.. كيف تفرق الأم بين مرض طفلها الحقيقي
“ماما، بطني بيوجعني!”.. هل طفلك مريض حقاً أم يتقن التمثيل؟
تخيلوا هذا المشهد الصباحي: المنبه يرن، وحان وقت الاستعداد للمدرسة. وفجأة، تسمعون صوتاً صغيراً يهمس بألم: “ماما، بطني بيوجعني!”. أو ربما تكون الشكوى أكثر درامية: “رأسي يصدع، ما بقدر أروح المدرسة اليوم!”.
هذه اللحظات تضعكم في حيرة حقيقية. فهل هذه شكوى حقيقية تستدعي القلق والرعاية، أم أنها مجرد حيلة ذكية لتجنب واجبات المدرسة أو الحصول على جرعة إضافية من الاهتمام؟ التمييز بين الحقيقة والتمثيل هو فن، وإليكم الدليل الشامل الذي سيساعدكم على فك شفرة “أعراض” طفلكم.
علامات تكشف المرض الحقيقي الطفل المريض حقاً يمتلك لغة جسد لا يمكن تزييفها. إليكم أبرز العلامات التي لا يمكن إخفاؤها:
تغيرات جسدية واضحة: انظروا إلى وجهه. هل يبدو شاحباً؟ هل هناك هالات سوداء تحت عينيه؟ هل شفتاه جافتان ومتشققتان؟ هذه علامات جسدية يصعب التظاهر بها.
خمول غير معتاد: هل فقد طفلك حيويته المعتادة؟ هل يفضل النوم أو الجلوس بهدوء بدلاً من اللعب مع أصدقائه؟ فقدان الطاقة هو مؤشر قوي على أن الجسم يقاتل شيئاً ما.
فقدان الشهية: إذا رفض طفلك وجبته المفضلة أو حتى الحلوى التي لا يقاومها عادةً، فهذا دليل قاطع على أن هناك شيئاً خاطئاً في جهازه الهضمي.
أعراض خارجة عن إرادته: الحمى، القيء، الإسهال، السعال المستمر، أو الطفح الجلدي. هذه الأعراض لا يمكن للطفل التحكم بها أو إيقافها بإرادته.
شكوى ثابتة ومتواصلة: إذا استمر الطفل بالشكوى من نفس الألم، بنفس الوصف، حتى عندما يكون منشغلاً باللعب أو مشاهدة التلفاز، فغالباً ما تكون شكواه صادقة.
تغيرات في المزاج: الطفل المريض قد يكون سريع الانفعال، يبكي أكثر من المعتاد، أو لا يستجيب للمواساة كالمعتاد.
علامات تكشف التمثيل البارع
في المقابل، هناك بعض الإشارات التي تلوح في الأفق لتخبركم أن طفلكم يتقن دور الممثل الصغير:
توقيت المرض المثير للشك: هل تظهر “الأعراض” دائماً صباح يوم المدرسة أو قبل موعد الواجبات، وتختفي سريعاً في عطلة نهاية الأسبوع؟ هذا التوقيت ليس صدفة أبداً.
أعراض متغيرة وانتقائية: هل تختفي آلام البطن فجأة عندما تقترحون عليه زيارة صديقه المفضل؟ هل يغير وصف الألم من “رأسي كله يؤلمني” إلى “فقط هنا”؟
المبالغة في التعبير: قد يستخدم طفلك كلمات درامية مثل “أنا أموت من الألم!” أو يبالغ في تعابير وجهه لمحاولة إقناعكم بمدى شدة معاناته.
مطالب مرتبطة بالمرض: “أنا مريض، هل يمكنني البقاء في المنزل ومشاهدة الرسوم المتحركة؟” إذا كان المرض يتزامن مع طلبات محددة، فهو ليس مجرد صدفة.
غياب العلامات الجسدية: لا يوجد ارتفاع في درجة الحرارة، لا شحوب، لا فقدان للشهية، لكنه يصر على أنه “مريض جداً”.
سلوك مزدوج: قد يبدو الطفل خاملاً وضعيفاً عندما تكونون بالقرب منه، لكنه يعود إلى نشاطه المعتاد بمجرد أن يظن أنكم لا ترونه.
كيف تتعاملون بذكاء وحكمة؟ لتنتهي حيرة الأم
المراقبة الهادئة: قبل اتخاذ أي قرار، امنحوا طفلكم بعض الوقت. قدموا له الراحة البسيطة مثل كوب من الماء الدافئ، وراقبوا سلوكه بهدوء.
اطرحوا أسئلة مفتوحة: بدلاً من “هل أنت مريض؟”، اسألوا: “ما الذي تشعر به بالضبط؟” أو “أين تحديداً يؤلمك؟”. هذا يشجعه على الوصف الدقيق وقد يكشف أي تناقضات.
توفير الراحة والدعم العاطفي: حتى لو كنتم تشكون في التمثيل، لا تحرموا طفلكم من الاهتمام. اجلسوا بجانبه، اقرؤوا له قصة، وقدموا له العصير. هذا الاهتمام يمنحه ما يبحث عنه بطريقة صحية.
ابحثوا عن السبب الحقيقي: إذا كنتم متأكدين من أنه يتظاهر، فالسؤال الحقيقي ليس لماذا يمرض، بل لماذا يتظاهر بالمرض؟ هل يواجه مشكلة في المدرسة؟ هل يشعر بالغيرة؟ معالجة السبب الجذري أهم من معالجة “المرض” الوهمي. هنا تنتهي حيرة الأم
ضعوا حدوداً واضحة: بعد التأكد من أنه بخير، تحدثوا معه بهدوء. اشرحوا له أن التظاهر بالمرض ليس طريقة صحيحة للتعبير عن رغباته، وأن هناك طرقاً أفضل للتواصل.
تذكروا أن طفلكم، حتى لو كان يمثل دور المريض، فإنه غالباً ما يفعل ذلك لأنه بحاجة إلى شيء ما: اهتمام، راحة، أو هروب من موقف صعب. مهمتكم كآباء وأمهات هي أن تكونوا المحققين الأذكياء والقلب الحنون في آن واحد، وأن تفهموا الرسالة الخفية وراء السلوك، وتقدموا له الدعم المناسب.
اقرأ أيضاً: كلمة واحدة قد تغيّر نظرتكِ للأمومة: الحب
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب