جزيرة أرواد: لؤلؤة البحر المتوسط المنسية تنتظر الإنقاذ الخدمي والاستثماري
أرواد، الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة بالسكان، تقبع في قلب البحر المتوسط ككنز جغرافي وسياحي لم يُكتشف بعد، وسط غياب تام للاستثمار والتأهيل الخدمي. ورغم موقعها الفريد ومقوماتها الغنية، لا تزال أرواد تعاني من مشاكل مزمنة في الخدمات الأساسية والبنية التحتية، ما يحرمها من أن تكون وجهة سياحية واعدة ومصدر دخل وطني مستدام.
خدمات متدهورة: الكهرباء والإنترنت والنفايات
بحسب صحيفة “الثورة”، يشتكي سكان جزيرة أرواد من انقطاع الكهرباء المتكرر، حتى في فترات التقنين الرسمية، ما يزيد من معاناتهم اليومية، إلى جانب ضعف الإنترنت أو انقطاعه الكامل لفترات طويلة، مما يعيق التعليم والعمل وحتى الاتصال بالعالم الخارجي.
كما تُعد مشكلة النفايات المتراكمة من أبرز القضايا البيئية في الجزيرة، حيث أكد الأهالي أن الخدمات البلدية لا تغطي الحاجة الفعلية، ما يتسبب في تلوث بيئي خطير، يضر بالسكان ويشوّه صورة الجزيرة السياحية.
أزمة التعليم: نقص الكوادر والاختصاصات
يعاني طلاب مدرسة أرواد الوحيدة من غياب المدرسين، خصوصًا خلال فصل الشتاء، إضافة إلى نقص المعلمين المتخصصين في المواد الأساسية، ما يؤدي إلى تراجع جودة التعليم، وتأخر في إنهاء المناهج، وسط مخاوف من تدني المستوى التعليمي للطلاب بشكل عام.
تدهور القطاع الصحي: مركز طبي بلا طواقم كافية
يشكو السكان من ضعف الخدمات الطبية في مركز الجزيرة الصحي، وعدم توفر سيارات إسعاف مجهزة، أو أطباء متخصصين لحالات طارئة كالسكتات الدماغية أو الولادات المبكرة. كما يشير الأهالي إلى خطورة نقل المرضى بحراً إلى مدينة طرطوس في حالات قد تتطلب علاجاً فورياً.
السياحة الغائبة: جزيرة واعدة بلا استثمار
رغم أن جزيرة أرواد تملك مقومات سياحية استثنائية كالتاريخ، والطبيعة، والموقع، إلا أن غياب الاستثمار السياحي يبقيها في الظل. ووفق شهادات محلية، فإن وعودًا قديمة بإقامة فنادق ومطاعم ومرافق سياحية بقيت مجرد كلام، ما دفع الشباب للهجرة أو العمل في البحر، عوضاً عن إيجاد فرص عمل محلية مستدامة.
تصريحات رسمية: وعود بالخدمات… والتنفيذ مؤجل
في تصريحات خاصة لصحيفة “الثورة”، أوضح عبد الفتاح الخطيب، رئيس الوحدات الإدارية في طرطوس، أن واقع الجزيرة هو جزء من تركة الإهمال المؤسساتي خلال العقود السابقة، مؤكداً أن:
– مركزًا صحيًا جديدًا يتم تجهيزه حالياً في الجزيرة وسيدخل الخدمة قريبًا.
– دراسة لتطوير الواقع السياحي قيد التقييم، رغم وجود بعض الاعتراضات المحلية.
– تحسين ملف النظافة جارٍ بعد إعادة هذا الملف إلى البلديات، ما يُتوقع أن يُحدث فرقًا في النظافة العامة للجزيرة.
أرواد… فرصة وطنية ضائعة
تمثل جزيرة أرواد فرصة استثمارية وسياحية كبرى لسوريا، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والاستثمارية الحقيقية. ومع كل ما تزخر به من تراث طبيعي وثقافي، تبقى الحاجة ماسة إلى خطة إنقاذ شاملة تبدأ بالخدمات الأساسية، وتصل إلى استراتيجية سياحية متكاملة تجعل من الجزيرة مركزًا جذبًا إقليميًا ودوليًا.
إقرأ أيضاً: الأحياء الشرقية في حلب: بين الإهمال الخدمي والأعباء المعيشية
إقرأ أيضاً: اتفاق الغاز بين سوريا وأذربيجان: نفوذ إقليمي أم صفقة طاقة سياسية؟