أحياناً يكشفون عن أنفسهم الجبانة بحركة، يعبّرون عن مقت شديد إزاء صاروخ مملوء بالحق والرد على الجريمة الصهيونية، أو يرفعون صوت صفارات الإنذار للهروب إلى الأمام والاختباء تحديداً في الوقت الذي يبث فيه حزب الله صوت الحقيقة ويرسل نيران حممه على المستوطنات، بيد مقاوم يساند جبهات القتال ضد البغي والقتل والعربدة.
إنهم المقاومون المؤيدون لغزة والراغبون في انتهاء فصل الجريمة فيها، والرد سيأتي قريباً، وفي حقيقة الأمر فإن الرد حل قبل أسابيع، وسيستكمل بصورة مختلفة في نظاق المعركة الكبرى، وسيكون الرد أقوى ومزلزل ونابع من حق الحزب في الثأر للمظلومين، ويُطمئن الجميع فيه أنفسهم بأن كابوسهم جراء الاحتلال سينتهي على رغم من أن القوات الغربية وعلى رأسها أمريكا شرعت في مد يد الدعم للكيان وهم يأملون أن تجعل حملة القصف الصهيونية الأوضاع تتجه نحو خدمة مصالحهم الآيلة للسقوط في المنطقة.
الطابع القاسي الإجرامي الشاذ لحكومة بنيامين نتنياهو، ولجميع حكومات العدو من قبله طاغ على المشهد، وآن لتلك الحكومات المجرمة أن تتعلم درساً لن تنساه من المقاومة، والخوف الذي يزرعه حزب الله في قلب الكيان سيؤدي في نهاية المطاف لوقف قتل المدنيين في قطاع غزة الجريح.
إن حالة الخوف والقلق التي تسود الإسرائيليين في حيفا من هجوم كبير لحزب الله على المدينة ماثلة في قلب الصهاينة وهم متوجسون من أن يؤدي إلى كارثة حقيقة، حال أقدم حزب الله على قصفها انتقاما لاغتيال القيادي البارز الشهيد فؤاد شكر.
وبرزت دعوات لتقليص المواد الخطيرة الموجودة في المدينة التي تحوي أبرز الأنشطة الصناعية، ومستوطنو حيفا يعرفون أن مهاجمة المصافي النفطية يمكن أن تؤدي إلى كارثة على رؤوسهم، فـ “حيفا” من منظور حزب الله يمكن أن تكون أحد الأهداف الرئيسية التي سيهاجمها الحزب رداً على اغتيال الشهيد شكر، وعلى ضوء ذلك فإن السيناريو الذي يقض مضاجع الكثيرين من مستوطني “حيفا” هو الهجوم الذي سيصيب مصانع البتروكيماويات والمصافي التي ما زالت تحتوي على كميات كبيرة من المواد الخطيرة.
ولذلك أصدرت قيادة “الجبهة الداخلية” في جيش العدو تعليمات لمصانع كثيرة في الشمال لتقليص المواد الخطيرة فيها، منذ بدء تهديد حزب الله، وقيدت نقلها على الشوارع، وهناك عشرات المصانع التي تعمل بالمواد الخطيرة، وهناك أيضا خزانات للغاز جميعها موجودة في المنطقة ذاتها، وهذا الوضع يظهر بشكل كبير أهمية البدء في إخلاء صناعة البتروكيماويات من خليج حيفا بالنسبة للكيان الذي يعي ذلك تماماً وتحدثت وسائل إعلامه مطولاً عن الأمر.
وليس فقط مصانع البتروكيماويات هي التي تقلق مستوطني حيفا، الذين يخشون من ضرب مبان فيها الكثير منهم ، أو من ضرب عدة أحياء في المدينة المحتلة التي يوجد لها مدخل ومخرج واحد، والتي يسميها الصهاينة أحياء محبوسة.
وفي المدينة المحتلة هناك أيضاً عدد كبير من المنشآت العسكرية التي توجد قرب المباني السكنية، حتى أن مستشفى رمبام يوجد قرب قاعدة لسلاح البحرية، وهذه المنشآت تعتبر هدفاً مفضلاً وحيوياً للهجوم عليها من قبل حزب الله، الأمر الذي سيعرض المستوطنين للخطر والمنشآت الاستيطانية الحيوية كذلك الأمر.
والقلق الأكبر الذي يراود المستوطنين ينبع من عدم ثقتهم بمن يديرون الصراع في كيانهم، وشهد شاهد من الكيان وقالها مستوطن بالحرف الواحد “أنا قلق لأنني لا أثق بحكومة إسرائيل ونواياها وطبيعة أدائها”.