وثيقة أمريكية تمهّد لرفع “تحرير الشام” عن قائمة الإرهاب
في خطوة قد تشكل تحولًا جذريًا في العلاقة بين الولايات المتحدة والإدارة الجديدة في سوريا، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية وثيقة لقرار مجدول للنشر غدًا الثلاثاء، يقضي برفع تصنيف “هيئة تحرير الشام” عن قائمة الإرهاب. و”هيئة تحرير الشام” هي نواة الإدارة السياسية والعسكرية الحالية في سوريا.
ونشرت الجريدة الفدرالية الأمريكية قرارًا مجدولًا ليوم غد الثلاثاء 8 من تموز، قابلاً للتعديل، يقضي بإلغاء تصنيف “جبهة النصرة”، وهو الاسم السابق لـ”هيئة تحرير الشام” قبل أن تنفكّ عن تنظيم “القاعدة”. وجاء القرار، وفق ما أوردته الجريدة، بالتشاور مع النائب العام ووزير الخزانة، وبتوقيع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في 23 من حزيران الماضي.
وحتى لحظة تحرير هذا الخبر، ما زالت “تحرير الشام” على قائمة الإرهاب في موقع الخارجية الأمريكية، وسط توقعات بإزالتها خلال الساعات المقبلة.
مسيرة “تحرير الشام” وتحولاتها
“جبهة النصرة” هي جماعة جهادية أسسها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، والذي كان يعرف حينها بـ”أبو محمد الجولاني”، وظهرت عام 2012 . دخلت “النصرة” تصنيف قائمة “الإرهاب”، ثم غيّر قائدها “الجولاني” اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، ثم حُلّت الأخيرة، وفكّت ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، وأُعلن عن تجمع لعدد من الفصائل المعارضة تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”.
وخلال السنوات الأخيرة، حاولت “هيئة تحرير الشام” التخلّص من عباءة “القاعدة” وفكرها تدريجيًا. تجلى ذلك عند استلامها مفاصل الحكم في سوريا، عقب سقوط النظام السوري السابق في 8 من كانون الأول 2024، بعد عملية عسكرية واسعة استمرت 11 يومًا. وخلال سيطرتها على إدلب شمالي سوريا قبل سقوط النظام، رفضت “تحرير الشام” تصنيفها على قائمة الإرهاب، مطالبة برفع التصنيف في أكثر من مناسبة، واعتبرته “تصنيفًا سياسيًا”.
تحول في العلاقات الأمريكية-السورية الجديدة
شهدت العلاقة بين أمريكا والإدارة السورية الجديدة تحولًا جذريًا عقب سقوط النظام. استهلتها واشنطن بإلغاء مكافأة بـ10 ملايين دولار أمريكي، في 20 كانون الأول 2024، كانت رصدتها سابقًا لمن يدلي بمعلومات عن قائد “تحرير الشام”، الذي قاد معارك إسقاط الأسد، وتسلم رئاسة سوريا. يأتي القرار بعد نحو أسبوع من توقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرارًا تنفيذيًا يقضي بإنهاء برنامج العقوبات الأمريكية على سوريا.