داما بوست-خاص| شهد الإعلام العبري لإيران بانتصارها في الحرب النفسية، ولقد أصاب أصحاب النظرة العسكرية والاستراتيجية من بلدان وأفراد حين أطلقوا على الكيان الصهيوني اسم “الكيان الرعديد”، وفي أفعاله وسلوكياته تتجلى حالة الخوف والهلع التي تعتري قلب “إسرائيل” من الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية بدمشق واغتيال المستشارين العسكريين الإيرانيين ومنهم العميد في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي، ورفاقه الأبطال، تحت سقف دبلوماسي رفيع المستوى، وارتقائهم شهداء الواجب في دولة صديقة ذات سيادة.
وفي كل المعارك التي تنشب بين أصحاب الحق ومن يعاديهم من غزاة ومعتدين نرى الثبات والقوة رفقاء محور المقاومة من دول وحركات، بينما يقبع الجانب الآخر المعتدي في زاوية الخوف والترقب جراء أفعاله الجبانة كما يحدث اليوم مع الكيان الصهيوني المتأهب في كل مكان داخل الأرض المحتلة وخارجها، لأنه يعرف أن فعله المنافي لقواعد الأخلاق والدبلوماسية والمنطق سيجابه برد قاس.
إعلام الكيان يعي خطورة الموقف وقبح ما ارتكبه شذاذ الآفاق في كيانهم، وكشف بلا مواربة أن “إسرائيل” رفعت حالة الاستنفار إلى الذروة خشية من هجوم من إيران أو من المقاومة اللبنانية، بالتزامن مع يوم القدس العالمي.
وبسبب خشيته من رد الجمهورية الإسلامية في إيران، أغلق الاحتلال 28 ممثليّة له في العالم، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، وهذا يدل على حجم الهلع الذي يفتت قلب الكيان الصهيوني الجبان.
الإعلام الصهيوني وعلى متن صفحات صحيفة “يديعوت أحرونوت” أقر بأنّ إيران حققت إنجازاً في الحرب النفسية على الرغم من أنها لم ترسل بعد طائرة مسيّرة واحدة في ردها على استهداف قنصليتها في دمشق.
وكشفت، في تقرير لمحللها للشؤون العسكرية يوسي يهوشع، أنّ أجواء الذعر تسود في “إسرائيل”، إذ “احتار الإسرائيليون فيما إذا كان يجب شراء الغذاء أوالتزود بالنقود، وتزاحم المستوطنون على شراء المولدات خشية انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة إذ ما توسّعت الحرب.
الإعلام الصهيوني يقوم مكرهاً بتعرية متزعميه ويقول إن خوف المستوطنين مصحوباً بفقدانهم الثقة باستخبارات الجيش الإسرائيلي جعلهم يباشرون بالضغط على رؤساء سلطات الاحتلال المحلية لفتح الملاجئ، فطهران في نظرهم لن تقف مكتوفة الأيدي رداً على استهداف قنصليتها.
وعلى الساحة الأمريكية يميط الإعلام الأمريكي اللثام عما يجري في الداخل ويتحدث عن سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل ضد “إسرائيل”، ويبدو أن العقل الأمريكي متحير من سيناريو الرد، حيث تعاني الولايات المتحدة وربيبتها “إسرائيل” من الخوف وحالة التأهب القصوى، سيدة الموقف، استعداداً للرد الذي وعدت به إيران بعد العدوان على القنصلية بدمشق حسب صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”.
أمريكا و”إسرائيل” والغرب يعلمون رجاحة العقل الإيراني، بالرغم من قساوة الجريمة النكراء للصهاينة، ومع ذلك، ورغم الخطاب القوي الذي تستخدمه إيران، فمن المحتمل أن تقوم بدراسة أي رد بعناية، وفق القوانين وحق الرد المكفول دولياً، وبحسب ما قاله محللون سياسيون، فإن إيران لا تزال تتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة مكلفة، وتعمل على قدر كبير من المسؤولية وضبط النفس.
سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل على “إسرائيل” واحتمالات المواجهة، برأي مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي، لاري كورب، كثيرة ومن المستبعد في نظره أن تُقدم طهران حالياً على الدخول في حرب مواجهة مباشرة مع “إسرائيل”، لأن من شأنها إشعال المنطقة وستكون تكلفتها باهظة”.
ويُرجح كورب أن رد إيران قد لا يكون مباشراً بل بشكل غير مباشر عبر حركات المقاومة، مع أن إيران قالتها بلا مواربة أن ردها سيكون بالمثل، وكلام كورب نابع من الخوف الذي ينتابهم في أمريكا من الرد الإيراني المباشر.
أما وزير الحرب الأميركي السابق، مارك إسبر، فقال في حديث مع شبكة “سي إن إن”، إنه من المرجح أن تنتقم إيران من “إسرائيل”، وتوقع أن تتخذ إيران إجراءات ضد “إسرائيل”، لكن على نطاق محدود لتجنب حرب واسعة النطاق في المنطقة.
وكحال الكيان تم وضع القوات العسكرية الأميركية في المنطقة في حالة تأهب قصوى، ووضعت “إسرائيل” أيضاً جيشها في حالة تأهب قصوى، وفقاً لتصريحات مسؤول إسرائيلي، وتم إلغاء إجازات الوحدات القتالية، وتم استدعاء بعض جنود الاحتياط إلى الوحدات، وحجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي .
“نيويورك تايمز” أشارت إلى أن المحللين العسكريين الأميركيين يرجحون أن تضرب إيران “إسرائيل” بشكل مباشر، وقال مسؤول إسرائيلي إن المحللين الإسرائيليين توصلوا إلى نفس النتيجة، وهي أن إيران بنفسها ستهاجم وترد.
الموقف الأميركي في حال شهدت الأوضاع تصعيداً، أوضحه كورب بأن واشنطن ستزيد من مساعدتها ودعمها للكيان، وستقدم الولايات المتحدة كامل دعمها له”.
واستبعد مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق أن تتدخل واشنطن بقوات عسكرية طالما لم يتم استهداف الأميركيين بشكل خاص.