دمشق أمام موجة غير مسبوقة من تكسير السيارات: تحقيقات أمنية وتكهنات شعبية

تشهد العاصمة دمشق خلال الأسابيع الأخيرة موجة متزايدة من حوادث تحطيم نوافذ السيارات في عدد من أحيائها، ما أثار قلقًا واسعًا بين السكان وفتح باب التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الظاهرة التي باتت تتكرر بوتيرة لافتة. وبينما تميل الرواية الأمنية إلى اعتبار السرقة السبب الرئيسي، يطرح الشارع تساؤلات إضافية مع بروز ملاحظات تتعلق بنوعية السيارات المستهدفة.

لوحات من إدلب والباب ومارع بين المركبات المتضررة

تفيد شهادات قاطنين في عدة أحياء دمشقية بأن بعض السيارات التي تعرضت للتكسير تحمل لوحات تسجيل قادمة من مدن في الشمال السوري مثل إدلب، مارع، إعزاز، الراعي، الباب وجرابلس، وهو ما منح الحوادث حساسية إضافية، خاصة في ظل وجود تنوع جغرافي واسع لمالكي السيارات داخل العاصمة بعد إعادة توحيد البلاد.

ورغم أن حوادث سرقة السيارات أو تكسيرها ليست جديدة في دمشق، إلا أن تكرار استهداف مركبات بلوحات الشمال أثار موجة من النقاشات حول ما إذا كانت هذه الحوادث عشوائية أم أن هناك انتقائية معينة من قبل منفذيها.

الأمن يوقف خلايا متهمة: السرقة الدافع الأساسي

قوى الأمن الداخلي أعلنت خلال الأيام الماضية توقيف عدد من الأشخاص المشتبه بضلوعهم في هذه الأعمال، مؤكدة في بيانات رسمية أن الدافع وراء تلك العمليات “مالي بحت”.

وأوضحت التحقيقات، بحسب ما جاء في أحد البيانات، أن إحدى الخلايا اعترفت بتنفيذ نحو 14 عملية تكسير وسرقة في مناطق متعددة داخل العاصمة، من بينها مشروع دمر والزاهرة وأحياء أخرى، حيث كان اللصوص يستهدفون مبالغ مالية ومقتنيات تركها أصحاب المركبات داخل سياراتهم.

وبحسب المصادر الأمنية، فإن هذا النمط من الجرائم يتركز غالبًا على السيارات التي تُركت فيها حقائب أو أجهزة إلكترونية أو أغراض ذات قيمة، ما يجعلها هدفًا سهلاً للسرقة عبر كسر الزجاج.

استهداف سيارات الشمال… مصادفة أم مؤشر؟

ورغم وضوح الدافع المادي في التحقيقات المعلنة حتى الآن، يستمر الجدل الشعبي حول احتمالية وجود نمط محدد في اختيار السيارات المستهدفة، خصوصًا مع تكرار ذكر المركبات القادمة من الشمال السوري ضمن الحالات المسجلة.

ولا توجد حتى اللحظة أي تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي وجود عمليات استهداف ممنهج بناءً على نوع اللوحة، ما يجعل المشهد مفتوحًا أمام التأويلات. ويطالب كثير من الأهالي ببيان أمني شامل يوضح أسباب التكرار وطبيعة المناطق التي تتركز فيها هذه الحوادث.

دعوات لزيادة الدوريات وحملات التوعية

ومع استمرار القلق الشعبي، ترتفع الأصوات المطالِبة بتكثيف الإجراءات الأمنية داخل الأحياء التي تشهد تكراراً في هذه الجرائم، إلى جانب تعزيز الدوريات الليلية، ونشر كاميرات مراقبة إضافية في النقاط الحساسة.

كما يشدد مراقبون على أهمية التوعية بضرورة عدم ترك مبالغ مالية أو مقتنيات ثمينة داخل السيارات، وهي خطوة قد تساهم في تقليل الفرص المتاحة أمام اللصوص.

انتظار توضيح رسمي يحسم الجدل

وبين نتائج التحقيقات الجارية والمخاوف الشعبية المتصاعدة، ينتظر سكان دمشق موقفًا رسميًّا واضحًا يحدد ما إذا كانت هذه الحوادث جزءًا من نمط إجرامي بهدف السرقة فقط، أم أن الاتجاهات التي ظهرت في بعض الحالات تحتاج إلى معالجة خاصة.

ففي مدينة تعيش مرحلة إعادة ترميم ثقتها بالأمن، تبدو الحاجة ملحّة لخطاب أمني شفاف يعيد الاطمئنان إلى السكان، ويضع حدًا للتكهنات التي رافقت موجة تكسير السيارات خلال الأسابيع الماضية.

اقرأ أيضاً:عودة الدراجات النارية إلى شوارع دمشق… بين الحاجة المعيشية والخطر المروري المتصاعد

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.