تكريم نجلي محمد حمشو يشعل غضباً واسعاً في سوريا

أثار تكريم أحمد وعمرو حمشو، نجلي رجل الأعمال المثير للجدل محمد حمشو، موجة غضب عارمة بين السوريين، وذلك خلال بطولة “التحرير الوطنية الأولى” لقفز الحواجز التي أُقيمت في نادي الفروسية المركزي بالديماس بريف دمشق، بحضور وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة الذي قام بتتويج الفائزين.

وحصل الشقيقان حمشو على المركزين الأول والثاني، في مشهد اعتبره كثيرون صادماً، خصوصاً أنهما كانا من الوجوه الرياضية المرتبطة بشكل وثيق ببطولات ترعاها عائلة الأسد، فضلاً عن كون والدهما أحد أبرز داعمي نظام  بشار الأسد.

غضب شعبي وانتقادات حادة

مشاهد التتويج أثارت استياءً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرها كثير من السوريين استفزازاً لمشاعر مئات آلاف الأسر التي فقدت أبناءها خلال الثورة. ورأى ناشطون أن ما حدث يعكس توجهاً لإعادة دمج وجوه الفساد ورموز المرحلة السابقة في المشهد العام، رغم مطالبات الشارع بمحاسبتهم.

وكتبت حسناء مهدي معبّرة عن غضبها: “تكريم أبناء حمشو هو القفز فوق الحقوق والاستهزاء بدماء الشهداء. منظومات الفساد اليوم تعيد هيكلة نفسها، وتنتج صوراً أكثر استفزازاً مما كان قبل سقوط النظام.”

أما الناشطة ريما القاق، فنشرت صورة سابقة لأبناء حمشو إلى جانب منال الجدعان زوجة ماهر الأسد، وعلّقت:
“في سوريا اليوم يُكرَّم أبناء حمشو… بينما يُشتم أسامة عثمان مؤسس قانون قيصر، ويُلغى حفل مالك جندلي. مين طلع الفلول؟”

دعوات لمصادرة أملاك حمشو ومحاسبته

تجددت المطالبات الشعبية بمصادرة أملاك محمد حمشو وإعادتها لأصحابها. وقال حساب “المايسترو داريا” إن التتويج ليس إنجازاً رياضياً، بل مكافأة على “14 عاماً من السرقة وتعفيش منازل السوريين”.

وأضاف: “هؤلاء لم يكونوا فرساناً، بل أذرعاً نهبت الحديد من المنازل وصهرته في معامل عدرا الصناعية، ما أدى لإغلاق معامل أخرى عاجزة عن المنافسة… هذه هي أرضية الرياضة اليوم: غير عادلة وغير سليمة.”

من هو محمد حمشو؟

يعد محمد حمشو، رئيس مجلس إدارة “مجموعة حمشو الدولية”، من أبرز رجال اقتصاد الظل خلال حكم بشار الأسد، وواحداً من أقرب المقربين إلى ماهر الأسد، قائد “الفرقة الرابعة”. وقد فُرضت عليه عقوبات أميركية وأوروبية منذ عام 2011، فيما شملت عقوبات “قانون قيصر” زوجته ونجليه، نتيجة دعمه الاقتصادي المباشر للنظام.

كما تلاحقه اتهامات تتعلق بتجارة المخدرات وتمويل نشاطات عسكرية خلال سنوات الحرب.

وبعد سقوط النظام في ديسمبر 2024، فرّ حمشو إلى الخارج أسوة بعدد من رجال الأعمال المرتبطين بالسلطة السابقة، لكنه عاد إلى سوريا بعد نحو شهر فقط، رغم استمرار الاتهامات الشعبية ضده.

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن تسويات مالية وصلت إلى مليار دولار، سمحت له بالعودة والعمل مجدداً داخل البلاد، وسط حديث عن دور لرجال أعمال مرتبطين بالسلطات الحالية ووساطة قطرية سهلت ترتيبات عودته.

جدل لا يهدأ

منذ عودة حمشو، تتصاعد المطالب الشعبية بمحاكمته ومحاسبة رموز النظام السابق. ويعتبر منتقدون أن تكريم أبنائه اليوم، على منصة رسمية وبحضور وزير الدفاع، هو رسالة سلبية تعزز مخاوف السوريين من عودة النفوذ القديم تحت غطاء جديد.

وفي مقابل استمرار موجة الغضب، تبرز تساؤلات حول مسار العدالة في سوريا ما بعد الأسد، وإلى أي مدى يمكن للسلطات الجديدة مواجهة شبكة المصالح المتجذّرة التي شكّلت عماد السلطة السابقة لعقود.

اقرأ أيضاً:تصريح يثير العاصفة… “وجه سوريا الدبلوماسي” تحت نيران الانتقادات الشعبية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.