“احتلال ناعم”: بوابات إسرائيلية تفصل قرى القنيطرة عن سوريا

في خطوة وصفها ناشطون ووجهاء محليون بأنها “تصعيد جديد في سياسة التضييق”، أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً بوابة حديدية على طريق الحميدية – الصمدانية الغربية في ريف القنيطرة الجنوبي، لتُضاف إلى بوابة مشابهة نصبتها سابقاً قرب قرية الرواضي. ويرى الأهالي أن هذه الإجراءات تمثل محاولة لـ “خنق القرى السورية” القريبة من الجولان المحتل.

فصل القرى وانتهاك اتفاقية فك الاشتباك

أثارت البوابة الجديدة غضباً شعبياً واسعاً، إذ تسببت في عزل قرية الصمدانية وفصلها عن جارتها الحميدية. ويشير السكان إلى أن نصب هذه البوابات يهدف إلى تثبيت واقع جديد يوسع نفوذ الاحتلال ويُمهد لـ ضمّ تدريجي للمنطقة إلى الجولان المحتل.

وفي تصريح لـ موقع تلفزيون سوريا، أكد الشيخ عثمان الأحمد، أحد وجهاء الصمدانية، أن إقامة البوابة الحديدية هي “انتهاك واضح لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974″، معتبراً أن ما يجري هو “تمهيد لسلخ قرية الصمدانية تدريجياً عن الجغرافيا السورية”.

مواجهة شعبية وتصاعد للتوتر

شهد مطلع تشرين الثاني الحالي اعتراض أهالي القنيطرة لدورية إسرائيلية، حيث رشق الأطفال الجنود بالحجارة، مما دفع القوات إلى إطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين.

ويرى الناشط أحمد كيوان أن ممارسات إسرائيل في القنيطرة هي مؤشر على تصاعد التوتر في منطقة لطالما سعت تل أبيب لإبقائها هادئة. ويضيف كيوان أن نصب البوابات يمثل رسالة بأن “إسرائيل ما تزال هنا، وأنها قادرة على عزل القرى متى شاءت”.

هدف البوابات سياسي ويخدم التغيير الديمغرافي

يؤكد وجهاء المنطقة أن الهدف من نصب البوابات سياسي بالدرجة الأولى وليس أمنياً، ويهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي عبر خلق بيئة طاردة للأهالي.

وقال الشيخ خالد قبلان، أحد وجهاء القنيطرة، للموقع نفسه: “الناس في القنيطرة تعيش بين خيارين أحلاهما مرّ: البقاء في قرى محاصرة ومعزولة، أو النزوح”. ويُحذر الوجهاء من أن البوابات الحالية قد تكون “مقدمة لشبكة بوابات جديدة” تقطع أوصال القرى.

“الاحتلال الناعم”: استراتيجية التوسع الهادئ

وصف الخبير في الشأن الإسرائيلي، سميح أبو صالح، ما يجري لـ موقع تلفزيون سوريا بأنه تطبيق لسياسة “الاحتلال الناعم”، وهي “التوسع الهادئ دون إعلان رسمي للضم”، عبر إجراءات تدريجية تُكرّس الوجود الأمني والاقتصادي الإسرائيلي.

ويشير أبو صالح إلى أن الاحتلال الإسرائيلي “يفرض وجوده خطوة بخطوة، حتى يصبح الأمر واقعاً يصعب تغييره”، وذلك بهدف الضغط على الحكومة السورية قبل أي مفاوضات محتملة.

دعوة للتحرك في ظل صمت دولي

يُحمّل الناشطون والخبراء المجتمع الدولي مسؤولية صمته، الذي يشجع إسرائيل على التمادي في خروقاتها وتجاوز اتفاقية فك الاشتباك. كما دعوا الحكومة السورية إلى تفعيل التحرك الدبلوماسي وطلب التدخل الأممي لوقف سياسة التوسع الهادئ قبل أن تتحول إلى أمرٍ واقع.

 

اقرا أيضاً:الاعتقالات الإسرائيلية جنوب سوريا: قانون المقاتل غير الشرعي يمتد إلى السوريين

اقرأ أيضاً:الاحتلال الإسرائيلي يعزز وجوده جنوب سوريا: قواعد عسكرية وتحصينات

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.