“صوت الديك الذي يهدد حياة الرضع: كل ما يجب أن تعرفه عن السعال الديكي..

قد يبدو وكأنه مرض من الماضي، لكن السعال الديكي (Pertussis) لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا، خاصة على حياة الأطفال الصغار. هذا المرض البكتيري المعدي ليس سعالًا عاديًا، بل هو هجوم على الجهاز التنفسي يتميز بنوبات حادة متكررة، يتبعها شهقة عالية تشبه صياح الديك، ومن هنا جاء اسمه.

ورغم أن التطعيم قلل من انتشاره، إلا أن الرضع غير المحصنين والمراهقين والبالغين الذين تضعف مناعتهم بمرور الوقت يظلون في دائرة الخطر. تكمن خطورته الكبرى في المضاعفات التي قد تصل إلى التهاب رئوي أو صعوبات تنفسية مهددة للحياة لدى الرضع، مما يجعل الوقاية عبر اللقاح ضرورة قصوى.

البكتيريا المسؤولة وكيفية انتشارها
السبب الرئيسي لهذا المرض هو بكتيريا بورديتيلة السعال الديكي. تنتقل هذه البكتيريا بسهولة فائقة عبر رذاذ السعال أو العطس، وتعتبر شديدة العدوى وسريعة الانتشار، خاصة في الأماكن المغلقة أو بين أفراد الأسرة.

كما أن تراجع فعالية اللقاح بعد سنوات طويلة أو عدم استكمال الجرعات يزيد بشكل كبير من فرصة الإصابة، ويظل الرضع دون 12 شهرًا هم الفئة الأكثر عرضة للمضاعفات القاتلة.

كيف يبدأ؟ من نزلة برد إلى أزمة تنفسية
تمر أعراض السعال الديكي بمرحلتين:

1. المرحلة المبكرة (تشبه نزلة البرد)
تبدأ الأعراض خفيفة ومضللة، حيث تشمل:

سيلان وانسداد الأنف.

حمى خفيفة.

سعال بسيط وعيون دامعة.

2. مرحلة النوبات الحادة
بعد أسبوع أو أكثر، تتفاقم الحالة وتصبح نوبات السعال متتالية وقوية ويصعب السيطرة عليها، يعقبها:

شهقة عالية النبرة عند أخذ النفس (صوت صياح الديك).

قيء شديد بعد نوبة السعال.

احمرار أو ازرقاق في الوجه نتيجة نقص الأكسجين.

إرهاق شديد.

تنبيه هام للرضع:

قد لا تظهر عليهم نوبات السعال المميزة، بل قد يعانون من توقف مؤقت للتنفس (انقطاع النفس)، مما يستدعي مراقبة طبية فورية.

خط الدفاع والعلاج: اللقاح والمضادات الحيوية
التشخيص المبكر والعلاج الفوري يساهمان بشكل حاسم في تقليل المضاعفات ووقف سلسلة العدوى.

التشخيص:
لا يعتمد فقط على متابعة نوبات السعال والشهقة المميزة، بل يتم تأكيده عبر:

الاختبارات المخبرية: أخذ مسحة من الحلق أو الأنف للكشف عن بكتيريا بورديتيلة.

فحوصات داعمة: مثل تحليل الدم (ارتفاع خلايا الدم البيضاء) أو أشعة الصدر لاستبعاد الالتهاب الرئوي.

العلاجات والوقاية:
المضادات الحيوية: إذا استخدمت مبكرًا، فهي تقلل من شدة المرض وتحد من انتقاله للآخرين.

العلاج الداعم: يشمل الراحة، وترطيب الهواء، وشرب السوائل للمساعدة في تخفيف الأعراض.

الرعاية بالمستشفى:

ضرورية للحالات الشديدة والرضع، وقد تتطلب دعمًا تنفسيًا أو تغذية للتعويض عن الجفاف.

الوقاية بالمضادات الحيوية: قد يُنصح المخالطون للمصابين بأخذ جرعات وقائية لمنع انتشار العدوى.

التطعيم:

يبقى هو الوسيلة الأهم والوحيدة للوقاية طويلة الأمد، ويوصى به للأطفال والحوامل لحماية الرضع قبل ولادتهم.

السعال الديكي مرض خطير، خاصة على الفئة الأضعف. هل تحققت من سجل تطعيمات طفلك مؤخرًا؟

إقرأ أيضاً : أخطاء “مميتة” نرتكبها في موسم الإنفلونزا.. سلوكيات بسيطة تضاعف إصابتك بالمرض!

إقرأ أيضاً : التهاب الحلق الموسمي: دليل شامل للعلاجات المنزلية والطبية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.