سلوكيات صعبة للأطفال: هل فرض السيطرة هو الحل؟ 3 خطط تربوية تكشف المفاجأة!
يجد كثير من الآباء والأمهات أنفسهم في مواجهة حقيقية مع أطفالهم: عناد لا يلين، نوبات غضب عارمة، أو رفض قاطع للتوجيهات. وغالبًا ما يكون رد الفعل التلقائي هو “الخطة أ”؛ فرض قرار حاسم لإنهاء الجدال فورًا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل هذا الأسلوب فعّال حقًا على المدى الطويل؟
لماذا يتصرف الأطفال بسوء؟ الجواب ليس “العناد”
يقلب الدكتور روس دبليو. غرين، اختصاصي علم نفس الأطفال وصاحب نموذج الحلول التعاونية والاستباقية (CPS)، الطاولة على الفهم التقليدي لسوء سلوك الأطفال. يؤكد د. غرين أن السلوكيات المزعجة ليست نتاج عناد متعمّد أو ربيًا في لفت الانتباه، بل هي في الغالب علامة على افتـقار الطفل إلى المهارات اللازمة للتعامل مع الموقف.
بمعنى آخر، الطفل لا يتصرف بسوء لأنه يرفض التعاون، بل لأنه لا يستطيع بعد. يفتقر إلى مهارات أساسية مثل:
المرونة في مواجهة المواقف الجديدة.
القدرة على ضبط الانفعالات.
حل المشكلات بشكل مستقل.
ثلاث خطط استراتيجية لـ “فك شفرة” السلوك الصعب
قدم د. غرين ثلاث استراتيجيات رئيسية لمساعدة الأهل على الانتقال من الصراع إلى الشراكة في التعامل مع التحديات السلوكية:
1. الخطة أ – طريق السيطرة والإغلاق
في هذه الاستراتيجية، يتخذ الوالد القرار بمفرده ويُفرَض على الطفل دون نقاش. على الرغم من أنها الطريقة الأسرع لإنهاء المشكلة الآنية، إلا أنها تقتل التواصل. الرسالة الواضحة التي تصل للطفل هي: “صوتك غير مسموع، ورأيك لا قيمة له.” النتيجة الحتمية؟ مزيد من الصراع في المرات القادمة وانفجار أكبر لاحقًا.
2. الخطة ب – قوة التعاون والمشاركة (المفتاح الذهبي)
هنا يكمن التحول الحقيقي. بدلًا من الإملاء، يجلس الوالدان مع الطفل لفهم “ما الذي يعوقه” عن تلبية التوقعات. يُمنح الطفل مساحة آمنة للتعبير عن وجهة نظره ومخاوفه، ثم تُبحث الحلول سويًا. هذه الخطة ليست مجرد حل لمشكلة؛ إنها تعزز الثقة، وتقوي العلاقة الأبوية، وتساعد الطفل على تطوير مهارات حياتية حاسمة يحتاجها في المستقبل.
3. الخطة ج – التأجيل المؤقت وتعديل التوقعات
قد تكون هذه هي الخطة الأكثر ذكاءً في اللحظات المتوترة. بدلاً من الدخول في معركة حامية، يختار الأهل تأجيل المشكلة أو تعديل التوقعات مؤقتًا، بانتظار أن يصبح الطفل مستعدًا للتعامل معها. قد يظن البعض أنها استسلام، لكنها في الواقع تمنح الجميع استراحة قيمة وتقلل من حدة الصراع، مما يفتح الباب لإعادة المحاولة بنجاح لاحقًا.
من الصراع إلى الشراكة: التربية ليست فرضًا
إن اختيار الخطة الصحيحة ليس مجرد تكتيك لحظي، بل هو تأسيس لجودة العلاقة مع طفلك. فبينما تحوّل الخطة أ العلاقة إلى صراع قوى خاسر للطرفين، تفتح الخطة ب الباب لشراكة حقيقية وبناء مشترك. أما الخطة ج فتُعطي مساحة ضرورية للتنفس وإعادة التوازن.
التربية الفعّالة ليست فرضًا مطلقًا ولا تنازلاً كاملاً، بل هي عملية تعاون وبناء مشترك تهدف إلى تزويد طفلك بالمهارات التي يحتاجها لينمو بثقة ومرونة.
أي من هذه الخطط تجدها أصعب في التطبيق مع طفلك؟
إقرأ أيضاً : استنزاف المشاعر في رحلة العطاء: 7 استراتيجيات حاسمة لحماية الأم من الإنهاك العاطفي!
إقرأ أيضاً : خيبات الأمل لدى الأطفال: فرصة ذهبية للنمو العاطفي
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام