إعادة هيكلة القوى الجوية السورية: دور كبير للضباط المنشقين وتعاون متصاعد مع تركيا
في تطور لافت يعكس مرحلة جديدة من التغيير في القطاع العسكري السوري، أُعلن عن اكتمال عمليات إعادة هيكلة القوى الجوية السورية، وسط تعاون إقليمي ملحوظ، ودور مركزي للضباط المنشقين، خاصة في تشغيل الطيران المروحي، وتصنيع الطائرات المسيرة الحربية التي باتت تشكل العمود الفقري لسلاح الجو.
القوى الجوية السورية بعد 2024: تغييرات جوهرية يقودها الطيارون المنشقون:
بحسب مصادر عسكرية تحدثت إلى موقع “المدن”، فإن القيادة الجديدة للقوى الجوية تعتمد بشكل شبه كامل على ضباط انشقوا عن النظام السابق. وأكد ضابط طيار – فضل عدم الكشف عن اسمه – أن الكلية الجوية، وهيئة أركان القوى الجوية، ومعظم الإدارات باتت بيد هؤلاء الضباط الذين تم إعادة دمجهم واستثمار خبراتهم.
ويؤكد الباحث العسكري رشيد حوراني أن الضباط المنشقين لعبوا دوراً رئيسياً في إعادة تشغيل الطيران المروحي، نظراً لتوافر المروحيات والمعدات الجاهزة، على عكس الطيران الحربي الذي تعرض لتدمير ممنهج، بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطارات رئيسية مثل مطار الـ T4 وقاعدة الشعيرات ومطار الضبعة.
مطارات عسكرية مدمّرة: البنية التحتية تحت التهديد:
رغم الحديث عن تحويل مطار المزة العسكري إلى مطار مدني، لا تزال معظم المطارات العسكرية السورية خارجة عن الخدمة، إما بسبب التدمير الكامل أو ضعف الحماية الجوية. ويرى محللون أن انكشاف هذه المطارات يجعلها عرضة للاستهداف المستمر ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أمني إقليمي يحميها.
تركيا تدعم تطوير الطيران المسير وتشارك في التدريب:
علمت “المدن” من مصدر عامل بوزارة الدفاع أن تركيا تشارك بشكل فعّال في تطوير قطاع الطائرات المسيرة في سوريا، من خلال:
1- نقل الخبرات والتدريب
2- تزويد قطع ومعدات أساسية
3- دعم عمليات التصنيع المحلي للمسيرات
وتشير المعلومات إلى تطور واضح في إنتاج طرازات متعددة من الطائرات بدون طيار محلياً، مثل “شاهين”، والطائرات الهجومية والانتحارية، إضافة إلى طائرات الاستطلاع.
كما عرضت أنقرة مؤخراً تدريب كوادر سورية على تشغيل طائرة بيرقدار TB2، لكن التحدي الأبرز كان في حجم الموارد البشرية المطلوبة لتشغيل كل طائرة، والذي يصل إلى نحو 60 شخصاً للطائرة الواحدة.
مذكرة تفاهم عسكرية بين دمشق وأنقرة: من التفاهمات الميدانية إلى التحالف المؤسساتي:
يشير الباحث السوري محمد السعيد إلى أن التعاون العسكري بين أنقرة ودمشق تجاوز التفاهمات المؤقتة في الشمال السوري، ليصل إلى توقيع مذكرة تفاهم رسمية بين وزارتي الدفاع في البلدين (آب/أغسطس 2025)، شملت:
1- التدريب العسكري
2- التسليح
3- الدعم اللوجستي والاستشاري
كما شاركت وزارة الدفاع السورية في معرض IDEF 2025 في إسطنبول، في خطوة تشير إلى انفتاح دمشق على الصناعات العسكرية التركية، وسعيها لتنويع مصادر التسليح بعد عقود من الارتهان لموسكو.
خلاصة:
إعادة هيكلة القوى الجوية السورية 2025 تمثل تحوّلاً عسكرياً وسياسياً لافتاً، مع تصدر الضباط المنشقين المشهد، ودخول تركيا كفاعل رئيسي في التدريب، التصنيع، والدعم التقني. ومع استمرار التحديات الأمنية وتدمير البنية التحتية، يبقى مستقبل القوى الجوية في سوريا مرهوناً بقدرتها على التكيّف ومواصلة تطوير قدراتها بشكل متوازن بين المحلي والدولي.
إقرأ أيضاً: هيكلة المؤسسة العسكرية السورية: فرق جديدة وكليات حربية
إقرأ أيضاً: تعاون متصاعد.. وفود عسكرية سورية تجري مباحثات في تركيا حول الدفاع البحري