داما بوست _ كاترين الطاس | “ليس أشق على نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973، سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي وسيظل معي باقياً على الدوام”… “حرب تشرين 1973 شكّلت صفعة لنا، فجأة أدركنا أنها حرب شاملة، فسوريا كانت متفوقة في المعركة، واستعادت مرتفعات الجولان خلال 24 ساعة”..
بهذه الكلمات عبر ضباط ومسؤولون إسرائيليون عن هزيمتهم الساحقة أمام الجيش العربي السوري الذي أثبت قوته، وقوة سلاحه البري والجوي وتنظيمه العسكري، لتكون حرب أكتوبر منعطفاً تاريخياً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط وهزيمة عظيمة للاحتلال سيبقى يذكرها حتى زواله.
حرب “السادس من أكتوبر” أو “حرب تشرين التحريرية”، ووفق التسمية الإسرائيلية “حرب يوم كيبور” أو “يوم الغفران”، لأنها تزامنت وما يعرف في “إسرائيل” بعيد “يوم الغفران”، والذي يعد يوماً مقدساً لدى اليهود، فهم يعتبرونه يوماً للتكفير عن الذنوب، لذلك يلتزمون منازلهم ولا يقومون بأي أعمال، وقد جاءت الحرب في هذا التوقيت كمفاجأة ومباغتة لهم.
وفي أكتوبر من العام الماضي 2023، أعلنت كتائب القسام عن بدء عملية “طوفان الأقصى” التي استهدفت 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع، في سبيل إنهاء الحصار الجائر على غزة وإفشال المخططات الإسرائيلية بتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى، فأسفرت العملية عن مقتل ما يقارب 1500 إسرائيلي بين جنود ومستوطنين، وأصيب الآلاف، وتم أسر العشرات منهم.
والآن في عام 2024، وبالرغم من اختلاف الزمان والمكان، لا تزال “إسرائيل” تتلقى ضربات موجعة من المقاومة دفاعاً عن الأرض والشرف.. فبعد انتصار الحق وهزيمة الكيان الإسرائيلي في أكتوبر 1973 عاد التاريخ ليكرر نفسه ويسجل هزيمة كبرى للكيان في أكتوبر 2024 بعد أن وجهت إيران ما يزيد عن 200 صاروخ استهدفت فيها “تل أبيب” رداً على عمليات اغتيال الاحتلال للسيد حسن نصر الله وعدة قادة آخرين، بالإضافة لحربه الغاشمة على قطاع غزة منذ ما يقارب العام، وعدوانه على لبنان.
ووصف الإعلام الغربي والعربي الهجوم الإيراني على “إسرائيل” بالأكبر والغير مسبوق عبر التاريخ وذلك خلال نصف ساعة فقط، مما تسبب بدخول ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأكد مصدر قيادي في حزب الله بأن “إسرائيل” أصيبت بشكل مباشر لا سيما القواعد الجوية، حيث تم استهداف قواعد “نيفاتيم” و”حتساريم” و”تل نوف” و”نيتساريم” و”غليلوت”، مع وقوع قتلى وإصابات كبيرة بين الجنود الإسرائيليين.
ولم يتوقف الأمر هنا، فمحور المقاومة كان يُمطر “إسرائيل” بالصواريخ والمسيرات على أكثر من جبهة، حتى لا يسمح لها بالتقاط أنفاسها، فالقوات المسلحة اليمنية نفذت عملية بصاروخ باليستي نوع “فلسطين 2” استهدفت فيها مطار “يافا” المسمى إسرائيلياً “بن غوريون” وذلك أثناء وصول “بنيامين نتنياهو”، ولم تتوقف عمليات حزب الله والحشد الشعبي العراقي بتدمير آليات وثكنات الاحتلال، وفي التوقيت ذاته؛ هددت طهران الاحتلال بردٍ أكثر قوة وشراسة في حال قيامه بأي عمليات جديدة..
المتابع والمراقب للأحداث المتسارعة في المنطقة العربية سيعلم أن أكذوبة “الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر” تم التأكيد عليها مجدداً، وأن “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت.. وسيكون النصر للحق كما كان على مر العصور..
اقرأ أيضاً: باحث سياسي لـ”داما بوست”: دماء السيد نصر الله ستتحول إلى لعنة تطارد “إسرائيل” حتى زوالها