عندما ينسى الأطفال: ضعف ذاكرة أم مشكلة حقيقية؟

ضعف ذاكرة أم مشكلة حقيقية؟ هل تكرر على مسامعك جملة “يا أمي، لقد نسيت!”؟ لا تقلق، هذا أمر طبيعي، لكن عندما يتجاوز النسيان المعتاد ليصبح سلوكاً متكرراً، قد يكون الأمر مرتبطاً بـ “الذاكرة العاملة”. هذه الذاكرة هي بمثابة “مفكرة العقل” التي تساعدنا على تذكر المعلومات مؤقتاً لإنجاز المهام. في المدرسة، تمكّن طفلك من حل المسائل الحسابية وفهم الدروس، وفي المنزل، تساعده على اتباع تعليماتك. عندما تفشل هذه الذاكرة في أداء دورها، يصبح النسيان جزءاً من الروتين اليومي.

ولكن لا تقلق، هناك استراتيجيات بسيطة وفعّالة يمكن أن تساعدك في دعم ذاكرة طفلك، سواء في المدرسة أو المنزل.

استراتيجيات للمدرسة: تعزيز الذاكرة داخل الفصل
العبء الذهني على الأطفال في المدرسة كبير. لذا، يمكن للمعلّمين مساعدة الطلاب من خلال:

تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة: هذا يقلل من الضغط الذهني على الطفل ويجعل المهام أسهل للإنجاز.

تقديم المعلومات كتابةً: لا تعتمد فقط على الشرح الشفهي. عندما تكون المعلومات مكتوبة، يسهل على الطفل الرجوع إليها في أي وقت.

استخدام الوسائل البصرية: الملصقات والصور والرسوم البيانية تساعد الطفل على تذكر المعلومات المهمة بسهولة أكبر.

تهيئة العقل: ابدأ التعليمات بعبارات مثل “أريدك أن تتذكر هذا…” أو “سأخبركم بخمس نقاط مهمة”. هذا يهيئ عقل الطفل ليكون مستعداً لتلقي المعلومات.

أدوات التذكر: استخدام الأغاني والأشعار أو حتى الألعاب لتسهيل عملية الحفظ. التعليم يمكن أن يكون ممتعاً وفعّالًا في نفس الوقت.

بناء الذاكرة في المنزل: دورك كأم
دورك لا يقل أهمية عن دور المعلم. إليكِ بعض الأساليب التي يمكنك تطبيقها في المنزل:

روتين يومي ثابت: إنشاء روتين ثابت يجعل المهام تلقائية، مما يحرر عقل الطفل من عبء التذكر.

أماكن ثابتة للأغراض المهمة: خصصي مكاناً محدداً للأشياء الضرورية مثل المفاتيح والحقائب. هذا يمنع فوضى البحث ويقلل من النسيان.

القوائم المرجعية: استخدمي قوائم للمهام اليومية أو الأسبوعية. هذه القوائم البسيطة تعمل كـ “منشط للذاكرة” وتغني عن التذكير المتكرر.

تعليمات بسيطة: تجنبي إعطاء تعليمات متعددة في وقت واحد. انتظري حتى ينهي طفلك مهمة قبل أن تعطيه مهمة أخرى.

نمط حياة صحي: تأكدي من أن طفلك يأكل جيداً، وينام كفاية، ويمارس الرياضة. التعب والجوع والتوتر تؤثر سلباً على الذاكرة.

ضعف الذاكرة العاملة ليس عائقًا دائمًا، بل هو تحدٍ يمكن التغلب عليه بالوعي والأساليب الصحيحة. أنتِ ومعلموه شركاء في مساعدة طفلك على بناء قدراته العقلية خطوة بخطوة.

إقرأ أيضاً: تهيئة طفلك للمدرسة: الدعم النفسي قبل الأدوات المدرسية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.