مدرسة جديدة الوادي: طلابنا كانوا سعداء باستقبال العام الدراسي ولن نتأثر بالانتقادات

توجّه أكثر من 3 ملايين و700 ألف طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية إلى مدارسهم، مع انطلاق العام الدراسي الجديد، الأحد الماضي، وسط ظروفٍ معيشية واقتصادية ونفسية صعبة، ومختلفة عما كان عليه الحال في العام الدراسي الفائت، فسارعت العديد من المدارس ممثلة بطاقمها التدريسي بإقامة نشاطات ترفيهية للترحيب بطلابها بحلول العام الدراسي الجديد.

وتعددت النشاطات وانتشرت العديد من الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها استقبال الأطفال في مدرسة “جديدة الوادي للتعليم الأساسي/حلقة الأولى” بريف دمشق، من خلال تنكر إحدى المعلمات بلباس لشخصية كرتونية، مشهورة في عالم الأطفال تلقب “ماشا”، بمبادرة لطيفة من الكادر التدريسي “رغم إمكانياته البسيطة” لرسم الفرحة على وجوه الأطفال.

وبدأ التنمر، وانهالت الانتقادات بشكل لاذع على المبادرة، من قبل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحجة أن “التنكر” لم يظهر بصورة جيدة، وكأن الكادر التدريسي مطالب بالتنكر بأكمل صورة يتمناها المتابعين، أو أن يفعل أكثر ما بوسعه.

وعلّقت الناشطة “آية الخليل”.. “ماشا من سوق الجمعة”

بدوره علّق الناشط “أيهم أبو الدهب”.. “ما شالله العالم بتتطور، إلا عنا عم نرجع لزمن ريا وسكينة”

في الطرف المقابل دعم العديد من الرواد هذه المبادرة، موجهين الشكر للكادر التدريسي على جهوده لإسعاد الأطفال، حيث علقت الناشطة “آية طالب”.. “على الأقل عم يحاولوا يخلوا الأطفال تنبسط.. مو غلط”.

كما شكر الناشط “بسام راضي” الجهود المبذولة قائلاً.. “مشكورة على تعبك، وبالتوفيق لجميع المعلمات أخواتنا”.

من جانبها أوضحت مديرة المدرسة المربية “نادرة الغوش” خلال تصريحها لـ “داما بوست”.. “لدينا توجيهات من قبل وزارة التربية بالقيام بنشاطات مميزة في اليوم الأول من العام الدراسي، وخاصة في ظل الظروف الصعبة، لمحاولة رسم الفرحة على وجوه الطلبة، لكن تم تشويه هذه الصورة من قبل بعض الأشخاص والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتابعت “الغوش”.. “الأطفال أحبوا هذه المبادرة وكانوا سعداء للغاية، بحثنا لساعات عديدة في الأسواق عن أقنعة كرتونية لشرائها ولم نجد، فسحبنا الصورة عن الانترنت وقمنا بطباعتها في المكتبة، وكل ذلك على نفقتي الشخصية أنا والمرشدة، حيث بلغت التكلفة حوالي 800 ألف ليرة ما بين لباس تنكري و”بوالين” ومنفاخ إلكتروني لها، وكل ذلك لرسم السعادة على وجوه أطفالنا لا أكثر”.

ولفتت المربية “الغوش” إلى أن “هذه المدرسة وجهة أغلب الأهالي لتسجيل أبنائهم الطلبة، بسبب التنظيم والاهتمام المتوفر فيها، لماذا لم يتم الحديث من قبل الصفحات عن هذه الأمور وتصويرها؟ ولماذا لا يتم انتقاد الفوضى في باقي الأماكن؟ متسائلةً لماذا يتم مهاجمة كل من يعمل والتنمر عليه بدلاً من دعمه، ومؤكدةً أن كل ما حدث لن يكونوا عائق أمام عملهم.

واختتمت “الغوش” حديثها بقولها.. “أتابع بشكل مستمر نشاطات الطلاب ودروسهم، والمدرسة هي البيت الأول بالنسبة لي، ولو تسمح لي عائلتي بالبقاء فيها لا أعود إلى المنزل، أنا أعشق عملي، ولن يقف شيء في وجه استمرارنا”.