غش وتسريب بالدولار في امتحانات مناطق قسد

في مشهد أثار موجة واسعة من الجدل، شهدت امتحانات الشهادات الرسمية السورية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” اختلالات كبيرة في نزاهة العملية الامتحانية، شملت انتشاراً لعمليات الغش وتسريب الأسئلة مقابل مبالغ مالية بالدولار، بحسب شهادات طلاب ومعلمين من مناطق الحسكة والرقة والقامشلي ودير الزور.

ورغم أن هذه الامتحانات جاءت عقب اتفاق بين وزارة التربية السورية والإدارة الذاتية، يتيح اعتماد “منهاج دمشق” الرسمي، فإن غياب الرقابة وافتقار الكوادر إلى الخبرة أدى، بحسب مراقبين، إلى تقويض مصداقية النتائج.

تسجيل خارج القوائم وتساهل في الشروط

كشفت مصادر تربوية أن آلاف الطلاب سُجّلوا خارج المهلة القانونية ودون وجود وثائق مدرسية رسمية، وبعضهم تلقى القبول بوساطة من مسؤولين أو قياديين في مؤسسات الإدارة الذاتية، من ضمنهم مقاتلون وموظفون سابقون.

“خصخصة” المراكز وبيع الأسئلة

أظهرت تحقيقات إعلامية أن بعض المراكز الامتحانية جرى بيعها لشخصيات متنفذة بمبالغ وصلت إلى 10 آلاف دولار للمركز الواحد، وتحولت الامتحانات داخلها إلى سوق مفتوحة للغش، بوجود مراقبين يتلقون أجوراً مرتفعة تصل إلى 500 دولار يومياً، مقابل التغاضي عن التجاوزات.

كما تم تداول أسئلة الامتحانات وإجاباتها في مجموعات واتساب قبل ساعات من دخول القاعة، فيما استخدم طلاب تقنيات متطورة للغش مثل السماعات اللاسلكية والهواتف الذكية.

كوادر غير مؤهلة ومخاوف أمنية

أشار عدد من المراقبين إلى أن معظم الكوادر المنظمة للعملية الامتحانية افتقرت إلى الخبرة، وبعضها تورّط بشكل مباشر في تسهيل الغش أو تسريب الأسئلة. وأكدت شهادات من داخل المراكز أن بعض عناصر قسد تدخلوا بشكل مباشر لضمان نجاح مرشحين مقرّبين.

وفي حادثة لافتة، نجا مدير مركز امتحاني في مدينة الميادين من محاولة اغتيال بعد كشفه شبكة غش داخل المركز، ما سلط الضوء على المخاطر الأمنية المحيطة بأي محاولة لضبط المخالفات.

صمت رسمي

حتى الآن، لم تصدر وزارة التربية السورية أي توضيح بشأن مصير الشهادات الصادرة من تلك المناطق، كما لم تُعلّق هيئة التربية في الإدارة الذاتية على ما تم تداوله من اتهامات. في المقابل، طالب أولياء أمور وناشطون بفتح تحقيق مستقل لضمان عدالة العملية الامتحانية وعدم المساس بمستقبل الطلاب.

دوافع مختلفة.. من مجلس الشعب إلى الذكاء الاصطناعي

ولم يخلُ المشهد من طرافة وخصوصية؛ إذ أقدم عدد من كبار السن، بمن فيهم شيوخ عشائر، على التقدم للامتحانات بدافع الحصول على شهادة تخوّلهم الترشح لمجلس الشعب، بينما استخدم طلاب آخرون تطبيقات الذكاء الاصطناعي لحل الأسئلة في غياب إجراءات حجب الإنترنت.

وفي ظل هذا الواقع، تبقى الأسئلة مطروحة حول مستقبل الامتحانات الرسمية في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة، ومدى قدرة الطرفين على فرض معايير النزاهة، في حال استمرار الاتفاق بينهما على تنظيمها مستقبلاً.

اقرأ ايضاً: انطلاق امتحانات الثانوية في سوريا.. و151 طالباً يعبرون من لبنان للمشاركة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.