تفاوض مرتقب بين دمشق وقسد وسط تحديات تعيق تنفيذ اتفاق آذار

يتواصل الحديث عن سبل تطبيق اتفاق 10 آذار بين الحكومة السورية الإنتقالية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، رغم العراقيل التي لا تزال تؤخر تنفيذه، في وقت يستمر فيه الدعم الدولي لمسار التفاوض، دون إحراز تقدم ملموس على الأرض.

المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، أكدت أن واشنطن تدعم استمرار الحوار بين الجانبين، مشيدة بالدور الذي يؤديه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، في إشراك جميع الأطراف ضمن مسار يحافظ على أمن واستقرار البلاد.

وفيما كان من المنتظر عقد لقاء رسمي بين دمشق و”قسد” في فرنسا خلال تموز الماضي، بدعم من باريس وواشنطن، لم يتم تحديد موعد جديد بعد فشل عقد الاجتماع.

تحديات على الأرض وغياب للثقة

من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية السورية، في 25 تموز، أن الاتفاق لا يحتاج إلى وقت طويل لتنفيذه، بل إلى “رغبة حقيقية”، بحسب تعبير مدير إدارة الشؤون الأميركية، قتيبة إدلبي.

وأشار إدلبي إلى أن التحديات السياسية والاقتصادية في البلاد، إلى جانب الانقسامات داخل “قسد”، وغياب آليات بناء الثقة، جميعها شكلت عوامل أعاقت تنفيذ الاتفاق حتى الآن.

أما القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، فشدّد في تصريحات لوكالة “هاوار” في 4 آب، على أن الاتفاق لا يمكن فرضه بالقوة، ويجب أن يقوم على مبدأ الشراكة الوطنية بين مكونات المجتمع السوري.

وقال عبدي إن الحوار بين الجانبين مستمر، وتم التوصل إلى تفاهمات أولية حول بعض بنود الاتفاق، مؤكدًا أهمية مشاركة القوى الدولية المتواجدة في سوريا في عملية التنفيذ لضمان الاستقرار.

هل تنسحب “قسد” من دير الزور؟

في تطور لافت، عُقد اجتماع في 27 تموز ببلدة الشدادي ضم مظلوم عبدي وعددًا من القادة المحليين في دير الزور. وبحسب مصادر مطلعة، ناقش الاجتماع إمكانية انسحاب “قسد” من ريف المحافظة وتسليم إدارتها للحكومة السورية، إلا أن مصادر عسكرية في “قسد” نفت وجود خطة انسحاب كامل، مشيرة إلى أن النقاشات تدور حول دمج المؤسسات وليس تسليمها.

وتتمسك “قسد” بمبدأ منح أبناء كل منطقة إدارة مؤسساتهم بأنفسهم، وهو ما وصفه قتيبة إدلبي بمحاولة “لفرض واقع ثقافي واجتماعي جديد في دير الزور”، مشيرًا إلى خصوصية المحافظة ذات الغالبية العربية وعدم وجود تواجد كردي فيها.

وأكد إدلبي أن الحكومة ترى في دير الزور محطة انطلاق لتنفيذ الاتفاق، نظراً للحضور الحكومي الكبير فيها، مقارنةً بمناطق أخرى تخضع لسيطرة “قسد”.

باريس تحتضن مفاوضات قادمة

في سياق متصل، شهدت العاصمة الفرنسية اجتماعًا جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيره الفرنسي جان نويل باروت، إلى جانب المبعوث الأميركي، حيث ناقش المجتمعون سبل دفع العملية السياسية إلى الأمام.

ورجّح إدلبي تحديد موعد قريب لجولة تفاوض جديدة بين الحكومة و”قسد”، معربًا عن أمله في أن تمثل هذه الجولة بداية لمسار إيجابي، خاصة بعد تعثر اللقاء السابق.

شروط مرفوضة

بالمقابل، شددت مصادر حكومية سورية على أن أي حوار لا يمكن أن يتم تحت “ضغط السلاح أو بإملاءات خارجية”، معتبرة أن الشروط المسبقة تتعارض مع مبدأ وحدة الدولة.

وأكدت أن دمشق لن تقبل أي صيغة تفاوضية تمس بسيادتها أو بوحدة مؤسساتها، وهو ما قد يُعقّد فرص التوصل إلى اتفاق نهائي، رغم التوافق النظري على المبادئ العامة التي تنص عليها وثيقة 10 آذار، وأبرزها وحدة سوريا، واندماج “قسد” ضمن الجيش، وضمان الحقوق الدستورية لجميع السوريين دون تمييز.

إقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يعيد النظر في إدارة الشرع بسوريا: دعوات لتغيير النهج السياسي

إقرأ أيضاً: خلافات وتحفظات تعيق استعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وبريطانيا

إقرأ أيضاً: واشنطن تخطط لتقليص تمويل قسد& بنسبة 16% في 2026

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.