واشنطن تخطط لتقليص تمويل “قسد” بنسبة 16% في 2026
كشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التمويل المخصص لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) سيشهد انخفاضاً بنسبة 16% بحلول عام 2026.
يأتي هذا القرار ضمن خطة أوسع لإعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة، مع التركيز بشكل أكبر على العراق.
تفاصيل تقليص التمويل
وفقاً لتقرير المفتش العام لعملية “العزم الصلب”، بلغ الدعم الأميركي لقوات “قسد” 156 مليون دولار خلال العامين الماليين 2024 و2025، لكن هذا المبلغ من المقرر أن ينخفض إلى 129.9 مليون دولار في عام 2026.
اقرأ أيضاً: قسد متهمة بحفر أنفاق في الرقة والحسكة: مخاوف من انهيار المنازل
تتضمن مخصصات التمويل رواتب المقاتلين، والتجهيزات العسكرية، والدعم اللوجستي، والبنية التحتية، وقد أوضح التقرير توزيع الميزانية لعام 2025 كالآتي:
- تدريب وتجهيز: 15.9 مليون دولار
- دعم لوجستي وخدمات: 37.8 مليون دولار
- البنية التحتية: 15 مليون دولار
- دعم مستمر: 20.4 مليون دولار
وأشار التقرير إلى أن مخصصات الرواتب شهدت تذبذباً، حيث بلغت أكثر من 70 مليون دولار في 2024، وانخفضت إلى 58.9 مليون دولار في 2025، ومن المتوقع أن ترتفع قليلاً لتصل إلى 65 مليون دولار في 2026.
دوافع واشنطن وتحديات متزايدة
أوضحت قوة المهام المشتركة (CJTF-OIR) أن هذا التقليص لا يهدف إلى إنهاء الدعم، بل هو جزء من استراتيجية لإعادة توزيع الموارد وترشيد الإنفاق، مع إعطاء الأولوية لمناطق أخرى مثل العراق حيث لا يزال تنظيم داعش يشكل تهديداً.
كما ربطت القيادة الأميركية استمرار الدعم الحالي بمدى التقدم في عملية “دمج القوات” المحلية، التي تهدف إلى نقل مسؤوليات أكبر إلى القوات السورية وتخفيف العبء عن القوات الأميركية.
ومع ذلك، يأتي هذا القرار في وقت تزداد فيه التحديات الأمنية في شمال شرق سوريا. فقد حذر التقرير من تصاعد هجمات تنظيم داعش، الذي يستغل الفراغ الأمني وضعف التنسيق بين القوات.
إضافة إلى ذلك، سلط التقرير الضوء على التوترات المتزايدة بين “قسد” والمجتمعات العربية، خاصة في دير الزور، حيث تشتكي القبائل من “تهميش ثقافي وتمييزي” في توزيع الموارد، وهو ما يهدد بحدوث اضطرابات في ظل الغياب التدريجي للوساطة الأميركية.
المشهد السوري الأوسع
على الصعيد الوطني، أشار تقرير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) إلى أن الحكومة السورية الجديدة التي خلفت نظام الأسد لا تزال سيطرتها “اسمية”، وتواجه تحديات من جماعات مسلحة مختلفة.
كما يستمر المشهد السوري في التأثر بعوامل خارجية، مثل الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة، والتحركات التركية السياسية والأمنية الفعالة.
وقد أبدت واشنطن قلقها من وجود مقاتلين أجانب داخل أجهزة الأمن الحكومية، مما يزيد من احتمالية تغلغل نفوذ خارجي في المؤسسات السورية.
مستقبل غامض للعلاقة مع “قسد”
يثير تقليص التمويل تساؤلات جدية حول مستقبل “قسد” وقدرتها على الحفاظ على نفوذها واستقرارها في المنطقة دون دعم عسكري ومالي أميركي واسع. كما يطرح تساؤلات حول الأطراف الإقليمية المحتملة التي قد تسعى لملء الفراغ، مثل تركيا أو روسيا، مما قد يعقد المشهد السوري أكثر.
اقرأ أيضاً: هل تبدأ قسد بتسليم دير الزور لدمشق؟
اقرأ ايضاً: تنظيم داعش في سوريا: أكثر من 100 هجوم منذ بداية 2025 يثير المخاوف الأمنية
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب